في مسرحية «كاسك يا وطن» الرائعة يتلقى الفنان دريد لحام الذي يلعب دور مواطن عربي مسحوق مكالمة هاتفية سماوية من والده الشهيد يسأله فيها عن مصير القضايا التي استشهدوا من أجلها، فيجيب الابن أباه ساخرا وقد لعبت الخمرة برأسه بأن دماء الشهداء لم تذهب هدرا!! يسأله عن الحرية فيجب بأنها تقبل يده، يسأله عن السجون فيجيب بأنها صارت للمجرمين وحدهم، يسأله عن المعتقلات فيجيب بأنها تحولت إلى مدارس ومستشفيات، يسأله عن العدالة فيجيب بأن السياح من كل أنحاء العالم صاروا يأتون إلينا ليتفرجوا على عدالتنا ونظامنا وقانوننا حتى صرنا فرجة!! يسأله الأب الشهيد على استحياء عن مصير فلسطين، فيجيب الابن أباه: هل يسأل مثل هذا السؤال بعد 30 سنة نضال؟! فلسطين رجعت لأهلها ولم يعد هناك لاجئ ولا نازح ولا مهجر، بطمأنينة يسأل الأب ابنه: «الخلاصه يعني مو ناقصكم شيء»، فيجب الابن وقد بدأ يفيق من سكرته: «الله وكيلك يا أبي .. مو ناقصنا .. إلا شوية كرامة»!! بعد هذه السنوات، هل أفاق دريد لحام من سكرة تمثيل مسرحيته الهزلية على واقع أدوار الحياة الواقعية ليكتشف حقيقة إنسان وطنه الباحث عن الكرامة والعدالة والمساواة والحرية ؟! فأصبح نضاله تآمرا وقمعه شرفا؟! وأصبح إنسان وطنه أرخص من ثمن الرصاصة التي تخترق صدره، وجنزيرة الدبابة التي تدوس كرامته؟! يا عيب الشوم يا دريد لحام!!