أسامة بن لادن الذي تخلصَ منه مَن صنع بطولته بعد أن أدى الغرض الذي من أجله أُنتج وضخمت زعامته. فالأمريكيون صنعوا هذه الأسطورة يوم أتاحوا له أن يصنع زعامته من خلال (الجهاد في أفغانستان) وظلوا (ينفخون) في بالون زعامته كمنتج يسهل لهم تنفيذ ما يضعوه من خطط تبدو وكأنها ردود أفعال على ما يرتكبه بن لادن...!! احتلال أفغانستان والعراق نموذجاً لمن يريد أن يعرف مدى فائدة بن لادن للخطط الأمريكية بتوسيع دوائر نفوذها، وبعد أن استنفذت أمريكا كل ما تريده من بن لادن، وبعد أن أصبح وجودها في أفغانستان خاصة عبئاً على اقتصادها وأمنها وجنودها قررت التخلص منه بعد أن كان تحت نظرها طوال الأعوام الماضية. والآن وبعد مقتل بن لادن، مَن هم الرابحون والخاسرون في هذه العملية؟ لا بد من التأكيد أن أكثر الرابحين والمستفيدين من رحيل بن لادن هم المتضررون من دوره في التخطيط للأعمال الإرهابية التي استهدفت بلدانهم، والدول العربية وبالذات المملكة العربية السعودية أكثر الدول تضرراً من بن لادن وتنظيمه الإرهابي، ومن بعد ذلك الدول التي تم استهدافها كمناطق هيأت للتدخل الأجنبي، وقائمة هذه الدول تطول وعلى رأسها اليمن ودول المغرب العربي والعراق. أما أكثر الدول تضرراً من رحيل بن لادن فهي إسرائيل التي لم تنلها أي عملية إرهابية من هذا (المنتج المشبوه) والتي استفادت من إرهابه فمارست إرهاباً أكبر على الفلسطينيين ودمرت مؤسساتهم وأجهضت مسيرة السلام بزعم مكافحة الإرهاب، وباختفاء بن لادن فإن الجميع سيلتفت للنظام الأكثر فعلاً للإرهاب، نظام إسرائيل وإيران الذي يعد أيضاً من الأنظمة التي تضررت من رحيل بن لادن لأن نظام طهران قد وظف واستفاد كثيراً من فزاعة بن لادن وقاعدته وخاصة في فرض وصايته ونفوذه على شيعة العراق من خلال إعداد ميلشيات الأحزاب الشيعة للتصدي لإرهاب القاعدة وكلاهما يمولان من طهران. تظل ثلاث دول هي أمريكا وباكستان وأفغانستان وهذه الدول مقاييس حساب الخسائر والأرباح تتباين في الأعوام الأولى لظهور أسطورة بن لادن، والأعوام الأخيرة التي أصبحت عبئاً، فجرى تعاون الثلاث للتخلص منه وإنهاء الأسطورة!!