كنا نتمنى أن يكون الإخوة في اليمن أكثر حكمة واتزانا وحرصا على بلدهم من السقوط في دوامة العنف والمضي في طريق الدم الذي يؤدي إلى مستقبل مخيف، كنا نأمل أن يتحكم صوت العقل في التعامل مع الموقف الذي بدأ يهدد اليمن بشكل حقيقي، كان الواجب أن تتخلى أطراف النزاع عن طموحاتها الخاصة ومواقفها المتشددة تجاه بعضها البعض، لتكون مصلحة اليمن هي الأولى، وكنا رجونا الرئيس علي عبدالله صالح، صاحب التاريخ السياسي الطويل، أن يؤكد بأن الحكمة لازالت يمانية من خلال التعامل العقلاني مع الحريق الذي يشتعل في اليمن، خصوصا بعد أن أصبح صوت الرصاص يعلو في أكثر من مدينة، والقتلى يزدادون يوما بعد آخر.. لقد كان الانطباع الواضح في البداية أنها مطالب شعب وإرادة شعب حين بدأت الاعتصامات في ما أطلق عليها ساحات التغيير، لكن الأمور أخذت في التحول إلى مسار آخر حين بدأت أطراف سياسية، هي في الأساس جزء من المشكلة، تتحدث باسم المطالبين بالتغيير وتتفاوض باسم الشعب. لا ندري من فوضها بذلك، ومن سلمها إرادة الشعب. ولكن في كل الأحوال كنا نأمل حتى في وضع كهذا أن يجلس الجميع إلى طاولة الحوار التي أعدها مجلس التعاون الخليجي. فإذا بنا نفاجأ يوم أمس برفض بعض الأطراف الحضور بعد كل الجهود التي بذلت من أجل إطفاء الحريق.. إنه موقف غير متوقع، يحمل الجميع مسؤولية أكثر تجاه الأزمة، ويدفع بها إلى طريق مسدود ستكون ضريبته باهظة.. تصدمنا جميع القوى السياسية التي تريد اختطاف إرادة الشعب والحديث باسمه وهي مسؤولة بنفس القدر عن استمرار اشتعال الوضع.. فإلى أين تريدون الدفع باليمن؟..