النخلة شجرة مباركة عند العرب والمسلمين ، ولا يختلف على ذلك اثنان . وذلك لأهمية هذه الشجرة المباركة لدينا خصوصا في جزيرة العرب ولما لها من فوائد جمّة ، وتتلخص في أمور كثيرة منها: 1. النخلة هي الشجرة الوحيدة من بين الأشجار التي لا يتساقط ورقها.. 2. النخلة هي الشجرة التي حظيت بالتقدير والذكر والاهتمام في العصور الغابرة.. 3. مجدت في كافة الأديان ، فقد ذكرت في التوراة والتلمود والإنجيل بإسهاب.. 4. ذُكرت في القرآن نصّا في 21 آية ، وذكرت في السّنّة في أكثر من 300 حديث . فقد ورد في الحديث (أكرموا عمّتكم النخلة فإنها خلقت من الطين الذي خلق منه آدم).. 5. كلّ جزء في النخلة له فائدة عظيمة ، ثمارها ، ليفها ، ساقها ، سعفها ، جريدها ، وخوصها ، ناهيك عن المواد العديدة الأخرى التي تستخرج من ثمار وأجزاء النخلة المختلفة . ثمرها غنيّ بكلّ مقومات الغذاء اللازمة للإنسان ، من ماء ومعادن وأملاح وفيتامينات وسكريات وغيرها ، فنحن نعلم أن رسولنا العظيم مكث شهرين على الأسودين (الماء والتمر).. 6. اشتركت مع الإنسان في الخير والعطاء والبركة ، وحتى في الموت فالنخلة تموت عند قطع رأسها.. 7. إلى جانب ما ذكر أعلاه فثمار النخيل متوفرة بكثرة وبأزهد الأسعار علاوة على سهولة ويسر زراعة النخيل ، وتحملها للظروف المناخية القاسية ، وعمر هذه الشجرة المديد , فلعلّ هذه الكلمات البسيطة تكون دافعا قويّا للاهتمام بزراعة النخيل ، ويكفينا الاستشهاد بهذا الحديث الشريف ، ففي الصحيحين : (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليغرسها) بعد هذا يرى أهل الغيرة من سكان المدن أن البلديات تهتم بالأشجار الأخرى تزييناً وتهذيباً وترتيباً (شجر الكوربوس مثلا) في شوارع مدننا ، ولا تعير للنخل نفس الاهتمام . فالنخيل في شوارعنا لا تعكس حبنا . والبلديات لا تهتم بال " تشييف " والتكريب " وتقليم الجريد لتظهر بالمظهر اللائق بها ، وتخفف من هجير الصيف ، وتُرسل الظلال . العابر في حي السفارات في الرياض يرى عناية فائقة بالنخل ، وكأن يدا متخصصة بهندسة الديكور قد لامستها ، وبولغ في رعايتها سمادا وسقيا . هل نريد أن يبتهج بها السفراء والقناصل وعائلاتهم فقط؟ وماذا لو قارنوا بين شكل النخلة في الشوارع العادية، وبين مالديهم في حي السفارات؟ حتما سيجدون التضارب والتعارض الواضح في حالتنا العملية المتعلقة بإدارة الحضر والمدن والشوارع..