برز نجم الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بشكل لافت إبان الثورات العربية التي انطلقت شرارتها في تونس مطلع هذا العام ومازالت مستمرة في بعض البلدان وذلك لانحيازه إلى صفوف الثوار وتأييده لمطالب الشعوب العربية وقيامه بإصدار فتاوى تخلع الشرعية عن الحكام وصلت إلى إهدار الدم كما حصل مع الزعيم الليبي معمر القذافي. أيد القرضاوي بشدة الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا لكنه كان له رأيا مخالفا حيال ما يجري في البحرين حيث وصف ما يحدث هناك بالفتنة الطائفية داعيا إلى حلها بالحوار. انقسم الكثير من رجال الدين والفكر حول مواقف الشيخ القرضاوي لكنه بطبيعة الحال حظي برضا الأغلبية العظمى من الشعوب الثائرة حيث أضفى على مطالبها الشرعية وأشعرها بالكثير من الاطمئنان، لكن الحديث عن مصداقة الشيخ وجرأته وتجرده ظل هاجسا عند الكثيرين فنالته اتهامات عديدة تناقلتها مواقع الإنترنت والمنتديات حيث تساءل العديد من معارضيه عن إمكانية انتقاده لإحدى سياسات دولة قطر التي منحته جنسيتها، وهل بإمكانه الحديث في أحدى خطبه النارية عن العلاقات القطرية بإسرائيل أو القاعدة الأمريكية في قطر؟!! فتوى القرضاوي بإهدار دم القذافي أثارت هي الأخرى هجوما حادا عليه حيث هاجمه مصطفى حليمة أحد مشايخ السلفية الجهادية في سوريا متحديا الشيخ أن يصدر نفس الفتوى التي أصدرها في حق الزعيم الليبي معمر القذافي ضد الرئيس السوري بشار الأسد أو الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ووصف حليمة المعروف بين أتباعه بأبي بصير الطرطوسي الشيخ القرضاوي وأمثاله بأنهم انتهازيون يسيرون مع الموجة بالانتهازية مستشهدا بمشاركته حفل في السفارة الليبية بقطر حيث قام بتقطيع الكعك بالسيف احتفالا بالثورة الليبية. وقال الطرطوسي في كلمة القاها على طلابه في إحدى غرف الدردشة الصوتية ونشرتها المنتديات الجهادية أن القرضاوي وأمثاله كانو يجادلون الإسلاميين في تكفيرهم للحكام العرب ومن ضمنهم القذافي بذريعة أنهم ولاة الأمر ولا يجوز الخروج عليهم، وتساءل موجها حديثه إلى القرضاوي قائلا “من منا على حق .. من منا على حق؟” وأضاف “نحن لنا 30 عاما نقول لكم هؤلاء مجرمون ... قتلة وأعداء للأمة وأنهم لا يتورعون أن يبيدوا شعبا ... أهؤلاء هم أوليا الأمور الذين يعنيهم النبي؟ حاشاه فداه نفسي”. مر أكثر من شهر على هجوم حليمة ليعلن القرضاوي الضوء الأخضر للسوريين عندما تحدث بالأمس على قناة الجزيرة معربا عن تمنيه الان ان يهنئ قريبا الشعوب الليبية واليمنية والسورية بنيل حريتها كما هنأ سابقا المصريين والتونسيين. مما يعني أن القرضاوي وضع الكرة في ملعب السوريين وكأنه يقول أثبتوا جديتكم وابشروا بالفتاوى التي تسركم، وعليه لا نستبعد أن يطل القرضاوي بعد أيام أو ساعات ليعلن إهدار دم بشار الأسد لتظل فتاوى القرضاوي الجريئة رهينة ركوب الموجات شريطة أن تتفق مع رغبات قناة (الجزيرة) القطرية بطبيعة الحال.