أحمد بن راشد بن سعيّد - نقل عن السعوديون أصدرت الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في السعودية بياناً عن أوضاع حقوق الإنسان في البلاد، وبعثت نسخة منه إلى الصحف المحلية، فتفردت بنشره صحيفة الوطن، ونشرت صحيفتا عكاظ والمدينة مقدمته فقط (ربما لأنها لم تشتمل على النقاط الجوهرية للبيان)، وامتنعت بقية الصحف عن النشر. وقد سألت البروفسور صالح الخثلان، نائب رئيس الجمعية، عن سبب حجب البيان، فأجاب: "لا أعلم تفسيراً لهذا الموقف. هل هو الفكر المحافظ للمحرر، أم هو الخوف من أي شيء؟"، وأضاف: "كانت لغة البيان متوزانة وهادئة، ولكن بعض صحفنا لا تزال تمارس التعتيم والحجب ومصادرة الحق في التعبير". اطلعت على موقع الجمعية الشبكي، وقرأت البيان بتمامه، ولعل من المناسب أن أورد هنا أبرز النقاط الحقوقية التي دعا إليها: الاستمرار في مشروع الإصلاح السياسي بما يضمن توسيع المشاركة الشعبية، والتوسع في انتخاب أعضاء المجالس البلدية، والنظر في انتخاب بعض أعضاء مجالس المناطق ومجلس الشورى، وإعطائهم المزيد من الصلاحيات لمراقبة المال العام ومساءلة المسؤولين؛ الحرص على بث روح المواطنة، وتعميق الشعور بها بين فئات المجتمع كافة؛ تأسيس هيئة مكافحة الفساد، وإصدار ما يلزم لها من أنظمة تعزز مفهوم المساءلة في الأجهزة الحكومية، وتمنع سوء استخدام السلطة والنفوذ؛ تعزيز استقلال القضاء وحماية القضاة من التدخل؛ مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في صنع القرارات والدفاع عن الحقوق؛ إيجاد حلول عادلة وسريعة لقضايا الأشخاص الذين لا يحملون هويات إثبات، والعمل على تصحيح أوضاعهم بما يضمن حقوقهم، ويمنع الآثار السلبية المترتبة على بقائهم من دون هويات؛ تطبيق نظام الإجراءات الجزائية، ومحاسبة المتهاونين في تطبيقه، ما يضمن الإفراج عن المسجونين الذين استنفدوا محكومياتهم، والتعامل مع الموقوفين الأمنيين، أو أصحاب الآراء المرجوحة، بما يوفر تواصلهم مع أسرهم والدفاع عنهم، وتشجيع مشاركتهم في المجتمع، وتمكين هيئة التحقيق والادعاء العام من بت قضاياهم، وتفعيل الرقابة على السجون كافة بما فيها سجون المباحث؛ احترام حقوق المرأة والطفل والمسن، وسرعة إصدار مدونة الأحوال الشخصية بالرأي الفقهي الراجح المعتبر لتغير الظروف والأزمان، وتوجيه القضاء لسرعة الحكم في قضايا المرأة ذات البعد الاجتماعي حماية للأسرة والأطفال، ومعالجة لقضايا العنف الأسري..وفي البيان نقاط أخرى. لما أخبرني الزميل الخثلان أن الصحافة السعودية استقبلت البيان عموماً بالنفور والإعراض، قررت أن أطلع عليه محاولاً استكشاف أسباب المنع في ثنايا السطور. ولما قرأته بعثت رسالة قصيرة إلى محمول الزميل قلت فيها: "لم أفهم لماذا حجب القوم بيانكم. ربما كان السبب هو الخوف، لكنه خوف ممزوج بالغباء. نحن في عصر السماوات المفتوحة، ثم إنه بيان صادر عن مؤسسة مدنية معترف بها رسمياً". إن عدم نشر الصحافة السعودية لبيان جميعة حقوق الإنسان هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان.