نعم.. شكرا لك يا سعد الفقيه على هذه الدعوة التي وجهتها للشعب السعودي وأطلقت عليها أنت ومن هم خلفك «ثورة حُنين»، نعم، شكرا، لأن هذه الثورة كشفت لك ولمن هم خلفك أنكم تعيشون في فلك خارجي لا يمكن أن يخترق الشعب السعودي، ولا يمكن أن يؤثر في لحمة هذا الشعب مع قيادته وحكومته. أنا على يقين أن سعد الفقيه يدرك هذا جيداً، ليس الآن بل منذ زمن طويل لكنه يحاول أن يثبت لمن هم خلفه أن له تأثيراً، وأنه قائد فذ يستطيع تحريك الناس، وهو مستلقٍ على أحد مقاعد الهايد بارك. كتبت على جدار صفحتي في الفيس بوك، قبل الموعد المزعوم لثورة حنين بيوم واحد الآتي: «أتحدث مع ابنتي عما يسمى بثورة حنين، قلت لها: هؤلاء الفئران لن يتكلف رجال الأمن حتى بالقبض عليهم، وسيقبض عليهم المواطنون الأوفياء كما شاهدنا ذلك في الفيديو للمدعو (الودعاني) عندما قام المواطنون بإلقاء القبض عليه. وإن استجاب يا بنيتي أحد من المغيبين لهذه الدعوة فلن يزيد عددهم عن عشرة أشخاص، المواطنون يا بنيتي تشربوا حب آل سعود منذ أن دبت في عروقهم الحياة وهم داخل بطون أمهاتهم، تشرّبوا الولاء لآل سعود مع كل قطرة حليب رضعوها، لا تقلقي، فدون من يريد أن يمس أمن هذا الوطن رقابنا، وهذه الجعجعة تزيدنا حباً والتفافا تحت ظلهم، حماك الله يا وطني». كانت هذه كلمتي، التي وصل عدد الردود عليها 77 رداً، معظمها ردود تؤكد الولاء والحب لهذا الوطن وولاة أمره، بل إن هناك ردوداً من أشخاص ليسوا من السعودية يؤكدون على حبهم لهذا البلد وحكومته ويدعون الله أن لا يمسها مكروه، مثل الزميل أشرف عزت وهو صحفي من مصر يقول في رده: «لا أشجع الثورة في السعودية أبداً، لأنكم بلد الخير، ولكن لا مانع أنه يجب أن يكون هناك المزيد من الحرية والديمقراطية والإصلاحات الاقتصادية، لأن الوضع لديكم يختلف عن الوضع لدينا في مصر التي كانت مليئة بالظلم وكان مبارك ديكتاتوراً، وكان يحيط نفسه بالفاسدين، وكان الظلم مستشريا بشدة مما أدى إلى قيام ثورة 25 يناير، وأنا أعتقد أن كل الصفات والخصال والأوضاع السابقة غير موجودة لديكم، فحفظ الله السعودية وشعبها من الفتن». تعمدت أن أنقل لكم هذا الرد لرجل من دولة لها تجربة سابقة في قضية الثورة، لأن من هم في الخارج ينظرون لنا ولأوضاعنا من بعيد وبتجرد، الغريب في موضوع الردود التي وصلتني على تلك الكلمة، رد -شاذ- من شخص سعودي وهو صحفي معروف في وسائل الإعلام وتفرد له الصفحات في إحدى الصحف قبل أن تقوم الصحيفة بإبعاده ولكم رده: «كنت أتمنى لو أنك حدثتي ابنتك عن نفسك، فأنا أعرف جيداً أنكِ تشربتِ بحب آل سعود، حب آل سعود مسألة شخصية لا علاقة لها بحب الوطن، فلا تخدعي ابنتك». هذا هو رده، ولا زلت أضع عليه علامات التعجب والاستفهام؟!. المهم الآن، أن سعد الفقيه ومن يؤيده من الشاذين قد أثبتوا للعالم حب هذا الشعب وولاءه المطلق لولاة أمره، حفظكم الله يا عزوتنا، وشكرا لك يا سعد السفيه.