لم يحسن إلي، وإلى السادة القراء بالطبع، الأخ العزيز الذي تطوّع مشكوراً باختيار صورتي المرفقة مع مقال العدد الماضي، والمصيبة أن المقال كان عن السيدة (لميس)، يعني – لا أشك- أن نتيجة المقال كانت عكسية، ومن أردناه ضد (لميس) وممارساتها الساقطة أصبح مؤيداً لها ومتعاطفاً معها، والصراحة أني لا ألومه في ذلك فلغة الصورة لها اعتبارها في عالم اليوم، والمقال مع الصورة في أعلاه يصلح أن يكون حلقة من حلقات قصص الأبناء قبل النوم ( الجميلة والوحش). عموماً أنا من أنصار قاعدة ( أهم شيء الأخلاق)، أما الاهتمام بالصورة فلا أظن أحداً يعارضني في ذلك، فهل من المعقول أن لا أهتم أنا بمحاولة إخفاء التضاريس الطبيعية الموجودة على وجهي، والتي حولتها عوامل التعرية والجو الجميل الذي نتمتع به إلى لوحة مصغرة لربوع بلادي، بينما السادة المسؤولون وأهل الفكر والفن بل وعامة الشعب يتسابقون عند صوالين غسيل البشرة وعيادات التجميل ولا يكتفون بذلك بل لا بد – في الختام- من معالجة الصورة بالكمبيوتر لدى محل التصوير لعلها تخفي ما لا نحب أن نبديه؟! مع كل ذلك، ومع كل ما قد يقال عن هذا الأمر، أنا لا أرى فيه مشكلة كبرى، كما لا أرى في مسابقة صاحب الكرسي لموظفيه على التصوير بمناسبة وبدون مناسبة مشكلة كبرى أيضاً، فمن الذي يبحث عن التقاعد المبكر؟، ولكن المشكلة الأكبر - في رأيي- قضية التناقض بين الظاهر والباطن، فترى في الصورة ملاكاً رحيماً، عاملاً متفانياً، ثم إذا فتشت باطنه أو مقر عمله أو بيته وجدته شيطاناً رجيماً. وكم خدع الكثيرين بأمثال هؤلاء!، وكم سمعنا عبارة مخيفة – بل مخيفة جداً- (كنت أسمع – أو أقرأ- لفلان، ولما رأيته طاح من عيني) هنا المشكلة -يا عزيزي- وليست المشكلة صورتي السابقة أو اللاحقة، مع خوفي أن بعض القراء ما إن ينهي هذا المقال وينظر في صورتي أعلى المقال حتى يقول (كأنك يا أبو زيد ما غزيت)، لكن مع ذلك أهم شيء الأخلاق، والحب في الله ولله. سأل أحد المفكرين من حوله: كم عدد أفراد شعبنا؟! فأجيب: 15 مليونا. رد بهدوء وثقة: لا!! بل ثلاثون مليوناً، لأن لكل واحد منا شخصيتين.