لا أعرف حقيقة ماذا يفعل الإخوة في جمعية وهيئة حقوق الإنسان في البلد؟! وليس لدي أدنى فكرة عن أدوار هاتين الجهتين المعنيتين بحقوق الإنسان فيما يتعلق مثلا بمسائل الرعاية الصحية والتعليم والعمل والبطالة والفقر والفساد وهي أمور إنسانية بالمطلق؟!!. كأن الإخوة في الجهتين لا يرون ولا يسمعون وربما لا يكترثون لهكذا أمور قد تخرجهم عن أهدافهم الإنسانية الجادة!!! على أية حال ربما إن لدى الإخوة والأخوات أجندة بعينها تعرف ما يندرج وما لا ينتمي للشأن الإنساني، وهي أجندة قمة في الحقوقية بس معظمنا لا يعرف كنهها ويتمنى على الإخوة والأخوات في الجهتين أن يطلعونا عليها لكي لا نقحمهم في شغلات ليست من صلب أعمالهم!! فعلا معظمنا يستغرب مثلا حضور مسؤولي الهيئة والجمعية في مسألة شغّالة معتدى عليها من ربة منزل في قلعة وادرين وتصمت وما تسمع ولا تشوف عندما يحال بين طفل صغير لأسرة غلبانة وبين الحصول على الرعاية الطبية ولدى ولي أمره توجيه علاج من ولى الأمر!! شيء محيّر فعلا أن يطير الحقوقيون فرحين مهللّين مستبشرين بإلغاء نظام الكفيل وكأنهم أنجزوا لصورة البلد أبهى مظهر في التنظيم الدولي الجديد، بينما يتعامون عن حرمان الكثير من السعوديين والسعوديات ممن يعملون في أجهزة الحكومة من سنوات ومحرومون من الترسيم الصادر لهم من ولي الأمر وكأن المسألة هنا لا تتعلق بحقوق أساسية للأمان الوظيفي والاستقرار الأسري كالترقيات والعلاوات والإجازات والتعليم والتدريب والدورات والمخصص التقاعدي ومكافأة نهاية الخدمة!! لا أعلم فعلا هل هذه مسائل حقوقية أم لا؟! وهل قضية نسب فردية تستحق كل هذا الظهور المكثّف من الحقوقيين ومئات من الأسر في مناطق مهمّشة وتفتقر لأبسط الاحتياجات الآدمية ولا أحد يلتفت لمرافقها وخدماتها وكأن ساكنيها ليسوا أصحاب حقوق؟!! والله لا أعرف كم يكلفون خزينة الدولة هؤلاء الحقوقيون سنويا، وهل ما ينفق عليهم يوازي فعلا ما يقدمونه من رفاه حقوقي للشعب؟! فعلا أتمنى أن يجيبنا أحد ربما نكون فاهمين غلط حقيقة هاتين المنظمتين الحقوقيتين في البلد؟!! لنأخذ فقط وضع الأرامل والعجزة وأطفال الشوارع والنساء المضطهدات وضعاف الحال ممن لا يجدون مأوى أو مستقر أو لا يقوون على مكابدة متطلبات حياة اليوم بسبب مخصصاتهم التقاعدية أو المساعدات الاجتماعية المحدودة أو حتى العاطلين والعاطلات عن العمل المحرومين من أبسط الحقوق ألا وهو الدعم المادي المشروط- وليس المطلق- لحين حصولهم على فرص عمل.. صدقوني أنا فقط أتساءل: أليست هذه مسائل حقوقية؟! فقط..