محمد الرطيان - المدينة السعودية لا بد أن المسئولين – أو هكذا يخيّل لي – يتابعون ما تنشره الصحافة السعودية من أخبار أو مقالات تهتم بالشأن المحلي ( وتشارك بشكل ما بتشكيل الرأي العام ) ويطلعون من خلالها على غضب الشارع السعودي تجاه أمر ما ، ويعرفون مدى رضا المواطن أو سخطه تجاه الخدمات المقدمة له ومستوى المعيشة للغالبية العظمى من الشعب . وأظن – أو هكذا يخيّل لي – أن هنالك من يهتم ، ويبحث عن الحلول . عندما يُنشر خبر تزاحم أكثر من 120,000 شاب سعودي للتقدم لنيل وظيفة بسيطة ( جندي في قطاع أمني ) والغالبية العظمى منهم يحملون الدبلوم والبكالوريوس وبعضهم الماجستير .. فتأكد أن هنالك خللا عظيما ، ومشكلة وطنية كبيرة .. وهذا المشهد كفيل بوصول الصورة – وبشكل واضح – لكل مسئول في البلد .. فهل هنالك حل ؟.. وهل هناك برنامج وطني واضح وصريح للقضاء على البطالة في أثرى بلد على وجه الكرة الأرضية ؟ عندما تمتلئ الصحف بإعلانات الشكر للأمراء والمحسنين بسبب علاج مواطن على نفقتهم الخاصة .. من حقنا أن نسأل : أين وزارة الصحة وملياراتها في كل ميزانية ؟.. لماذا يستجدي المواطن العلاج وهو أحد حقوقه ؟.. وعندما تسمع صراخ الغالبية من سوء الخدمات الصحية .. فتأكد أن هنالك خللا عظيما .. فهل هنالك حل ؟.. وهل هناك برنامج وطني واضح وصريح لتحسين الخدمة الصحية المقدمة لهذا المواطن ؟ تأجيل النظر إلى المشكلة ( أي مشكلة ) وعدم الاعتراف بوجودها ، ليس حلاً للمشكلة . نحن بهذا الشكل نجعلها تكبر بصمت .. بالضبط مثل مريض اكتشف وجود ورم في جسده ، وهربا ً من المواجهة قرر تأجيل الفحص الأكيد لاكتشاف نوع الورم وحجمه . يريد أن يطمئن بشكل مؤقت ، متجاهلاً احتمال انتشار الأورام وصعوبة علاجها مستقبلاً . بلادي .. يا من وصل خيرك لمشارق الأرض ومغاربها.. بعض أولادك العاطلين وقفوا على بابك ، وهم يغنون : ولم أر في عيوب الناس عيبا / كنقص القادرين على التمام . فما الذي ينقصك يا بلادي ؟!.. هل هو الصوت ، أم الصدى ، أم شيء خفي بينهما ؟!