شلاش الضبعان - اليوم السعودية - أنتم يا المطاوعة فيكم كذا وكذا..!! - أنتم يا المطاوعة تحبون...!! - فيه زميلك مطوع عمل مساهمة ونصب على الناس!! من يسمع هذا الطرح يظن أن لدينا حزبا اسمه (حزب المطاوعة التقدمي الإسلامي)، له فروع في الشمال والجنوب والشرقية والغربية، وشروط الانضمام لهذا الحزب واضحة ومعروفة: لحية، ثوب قصير، لا تلبس العقال، تردد (جزاك الله خيراً) بين كل كلمة وأخرى!! يعني على حسب هذه الشروط فالسيد فيدل كاسترو – ختم الله له بخير- زميل وعضو فاعل في حزب المطاوعة، بغض النظر عن معنى (جزاك الله خيراً) باللغة الكوبية!! أظن أن هذا التقسيم إلى مطوع وغير مطوع، هو نتاج لتقسيمات عديدة يزخر بها مجتمعنا (من خطوط الكهرباء والمناطق مروراً بالمزاين وغيرها)، تنبئ عن ولع عجيب بالتصنيف، وليت الأمر يتوقف على مجرد التصنيف، إذن لهان الأمر، ولكن المصيبة أن هذه التصنيفات يتبعها بالضرورة توزيع للمواصفات واطلاق للاتهامات، ثم تأتي المرحلة الأخيرة اصدار الأحكام بالجملة. لا أشك أن تقسيم المجتمع خطير، وأول من لا يعجبه من يوصف أحدهم بأنه (مطوع)، فهو يتضمن تزكية مبالغا فيها، ويعزلهم عن مجتمعهم، ويدخل فيهم من ليس منهم، وهذا يخل بمفهوم القدوة، كما أنه يلزمهم بمواصفات خاصة، يعلمون قبل غيرهم أنهم كبشر لا يطيقونها، ولكن يظهر أن شدة ضعفنا جعلتنا نتمسك بأي قشة ونرى أن غيرنا أفضل منا، ولذلك نطلق عليهم هذه الألقاب ونطالبهم بأن يتمتعوا بمواصفات معينة، ثم نمر عليهم ونقول (بالله يا مطوع: ادع لي)، (بالله يا مطوع: اقرأ علي).. ثم ما معنى مطوع؟ مطوع يعني يخاف الله!! طيب وغيره؟!! الحقيقة أننا – وعلى رأسنا السادة المطاوعة- نعصي الله، ونخطئ في حق أنفسنا، وليست القضية قضية لحية أو ثوب قصير من الطاعات الظاهرة، بل هناك ما هو أخطر وأصعب وهو ما في القلب، وقضية (إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها). يعني يجب أن نتوقف عن (مطوع) و (رجل دين) فكلنا طوع لأمر الله، وكلنا رجال دين، خصوصاً في هذا الوقت الذي يجب أن يعلم فيه كل مسلم أنه رجل دين عليه مسؤولية ومهمة كبيرة تجاه عقيدته النقيّة ودينه العظيم. كنت مرة في احدى المدن أقود سيارتي، ولم أكن ألبس شماغي، فالتفتت إلي ابنتي، وقالت: - بابا!! عيب، البس شماغك، لا يضحكون عليك الناس ويقولون: مطوع بدون شماغ!!