قُلْ لي ماذا تقرأ؟ أقل لك من أنت!. يقول صالح الطريقي: إنه قارئ للروايات السويسرية، فما شاء الله عليه، إنه ذو ثقافة عالمية عالية!. ويبدو أنه في خلافنا المتمثّل في مطالبته بعمل المرأة السعودية كشغّالة (أو خادمة حسب وصفه)، عكسي أنا، إذ لم، ولا، ولن أطالب بذلك ما دام في قلبي عِرقٌ ينبض، متأثرٌ بالبنوك السويسرية التي تأخذ أموال الأثرياء وتُشغّلها لتعطيهم فتات الأرباح، وهو فعلًا ما يريده الطريقي للمرأة السعودية، أن نأخذها بقيمتها الأغلى من الأموال ونُشغّلها في بيوت السعوديين والأجانب، كأيه؟ كخادمات، لنعطيها فُتات الراتب، ولمّا اعترضتُ أنا على ذلك وصفني بالعنصرية والسذاجة والفوْقية والعِرْقية والعدوانية الممقوتة والفساد!. هو لم يستوعب أنّ اعتراضي على تشغيل المرأة السعودية كشغّالة لا يعني مباركتي لتشغيل غيرها في هذه المهنة، ولكني معنيّ بالمرأة السعودية، من باب المواطَنة، والبنوك السويسرية مع ذلك أهون منه، لأنها تحترم الأثرياء فتُشغّل أموالهم كما يريدون هم لا كما تريد هي، وهم يريدون تشغيلها في استثمارات مميّزة، ولمَ لا طالما كان ذلك في الإمكان؟ أمّا هو فلا يحترم المرأة السعودية، ويريد تشغيلها كما يريد هو لا كما تريد هي، في وظائف غير مميّزة، رغم إمكانية تشغيلها في وظائف أخرى، لا مميّزة بل أفضل!. (س) سؤال: هل يرضى الطريقي تشغيل قريبته كشغّالة كما طالب مرارًا للمرأة السعودية؟ حسنًا، ماذا بقي؟ بقي أن أقول: إنّ الطريقي عنْوَن مقاله الأخير عني ب (القشقري لا حلّ له)، ويقصد أنني عاجزٌ عن فِهْم مغزاه الإنساني من وراء ما يكتب، وأنا أتفق معه تمامًا، فلا حلّ لي، أمّا هو فله حلّ، وبسيط للغاية، وهو أن يعتزل الكتابة، ويعود لكرة اليد، بما فيها من خشونة، فلعلّه لا يستطيع الاستغناءعنها، وعساه أن يبرع فيها!.