صديقي .. «معظم الحالات هنا لا حل لها» هكذا قال الطبيب للمحقق «متّى» في رواية «الوعد» للسويسري «فردريش دورنمات» في لحظة يأس، ومع هذا أنا ضد اليأس، وعلينا أن نقاوم لحظات اليأس، ونحاول مرة تلوى الأخرى، ففرص النجاح تصبح أكبر مع كل محاولة جديدة. صحيح أن الأمر محبط إذ يرتبط بمهندس من المفترض أن يدرك ويفرق بين السلوك العنصري وغير العنصري، وبين المقال العنصري والإنساني، ورغم هذا عليك أن تحاول من جديد، وأن تشرح له ببطء وهدوء، فهو إلى الآن لا يعرف فداحة ما ارتكبه في مقاله القديم، حين كتب في مقاله: «هل نرضى بمهنة الشغالة لقريباتنا ؟ أنا لا أرضاها لكافة السعوديات محتاجات أم غير محتاجات». صديقي .. قل للمهندس طلال القشقري بهدوء: دعنا نتخيل أنا وأنت والبقية أن لدى كل منا قريبة أو بنت تعمل مربية منزل «أو كما يقول القشقري شغالة»، فجاء ساذج ليسأل في مقاله «هل نرضى بمهنة الشغالة لقريباتنا ؟»، ما وقع هذا الكلام علينا وعلى قريباتنا، وكيف سنرد عليه، وتحديدا أنت يا القشقري؟ - لا تنسى البطء وأنت تردد هذا الكلام له، ليستوعبه بسهولة ويسر. يخيل لي يا صديقي أن المهندس طلال القشقري بعد هذا الشرح الهادئ والبطيء، سيستوعب الأمر بالتأكيد، وسيجيب على السؤال الذي أنهيت به كلامك قائلا: بالتأكيد يا لاعب اليد سأقول لمن كتب «هل نرضى بمهنة الشغالة لقريباتنا» لماذا لا تحترمنا، فقريباتنا يعملن في هذه المهنة الشريفة، صحيح أننا لم نحصل على تعليم يؤهلنا لوظائف أعلى دخلا، ولكن هذا العمل سيؤمن لنا حياة كريمة؟ وربما يصرخ القشقري في وجه كاتب المقال: أنت عنصري، لأنك تحتقر «مربيات المنزل»، أو ساذج لا تفهم ما الذي تعنيه تلك الجملة التي كتبتها. ثق يا صديقي .. هذا ما سيحدث للقشقري وسيستوعب الأمر إن شرحت له بهدوء وبطء، وسيفرق فيما بعد بين العنصرية والإنسانية. أما إن حدث عكس ما أتوقعه سأتفهم «مسجك»، وسأكتب لك: القشقري لا حل له أيضا. التوقيع : صديقك S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة