محمد بن عبد الرزاق القشعمي - الجزيرة السعودية سمعت حلقة (المنتدى الثقافي) الذي يقدمه الدكتور صالح المحمود من إذاعة البرنامج العام مساء يوم الأحد 2-11، وشاهدت حلقة (المشهد الثقافي) الذي يقدمه الأستاذ محمد بودي من القناة الثقافية التلفزيونية مساء الثلاثاء 4-11-1431ه، وكل الحلقتين يستضاف فيهما الأستاذ جبير المليحان رئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية وغيره لمناقشة قضية (استقالة مجلس إدارة النادي) بسبب عدم تفعيل اللائحة المنظمة للأندية والتي صدرت مؤخراً، وبالذات ما يتعلق بالجمعيات العمومية في الأندية وإجراء الانتخابات. وأشار المشاركون إلى تعليمات رسمية بالاكتفاء بتطبيق ما يتعلق بالشؤون الإدارية والمالية. اشترك إلى جانب المليحان بالإذاعة الإعلامي خالد خضري ومداخلات من رئيس نادي جازان الأدبي الشاعر أحمد الحربي وغيرهم، وفي الحلقة التلفزيونية شارك من أعضاء نادي المنطقة الشرقية إلى جانب الرئيس كل من الدكتور مبارك الخالدي والشاعر أحمد الملا ومداخلة الكاتب أحمد بوقري إلى جانب مداخلات مع رئيس نادي جازان أحمد الحربي ورئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور أحمد الطامي والدكتورة أمل الطعيمي. بعضهم يلوم المستقيلين لاختيار التوقيت خصوصاً وأنه لم يبق من مدة المجلس المجدد له سوى شهرين، ولكن الجميع يجمع على أن هناك خللاً ما يتمثل في تأخر صرف إعانات الأندية، مما يربك النادي ويؤخر تنفيذ برامجه المتفق عليها مسبقاً. ولكن القضية الكبرى تتمثل في عدم تطبيق فقرة الجمعيات العمومية.. وهي كما يتضح السبب الرئيس في استقالة مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي الجماعية، وأعتقد أن تبرير إدارة الأندية الأدبية بوزارة الثقافة والإعلام ليس مقنعاً.. فلو طبقت تنفيذ اللائحة على نماذج من تلك الأندية كتجربة قابلة للتنفيذ فيما لو نجحت أو إعادة النظر فيما لو حصل خلل ما. بداية تأسيس الأندية الأدبية قبل أكثر من 35 عاماً كان هناك انتخابات من خلال الجمعيات العمومية والتي لا تتطلب سوى التقدم لمن يرغب بالانضمام للنادي بطلب مكتوب يزكى من عضوين بمجلس الإدارة، ويتعهد بقبول نظام النادي، ويدفع رسم الاشتراك الذي لا يتجاوز المائة ريال والاشتراك السنوي، والذي كان لا يتجاوز الخمسين ريالاً، ثم يمنح بطاقة العضوية ويحق له الترشيح لمجلس الإدارة. وهكذا جرت حالات كثيرة بإشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ممثلة بإدارة الأندية الأدبية. تحضرني بالمناسبة قصة تكليفي بالإشراف على انتخابات مجلس إدارة ناديي الأهلي والشباب الرياضيين في بريدة نهاية عام 1382ه، أي قبل نصف قرن، (الرائد والتعاون حالياً)، فقد ذهبت إلى هناك ولأول مرة.. إذ كنت حديث عهد في العمل في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية – إدارة رعاية الشباب- وسبق أن حضرت انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي بملعب الصايغ بالرياض (نادي الرياض حالياً) وكذا نادي الهلال. حضرت كمتفرج مع المندوبين الرسميين، وعرفت طريقة الانتخاب، وهكذا اشتركت مع مدير مركز التنمية الاجتماعية بحويلان بالقصيم الأستاذ حمد الفايز القليش والمشرف الاجتماعي بالمركز، واجتمعت الجمعيات العمومية لكل نادٍ على حدة في مقر النادي وكانت مقراتهما متواضعة وقريبة الموقع، إذ كانا في شارع الخبيب.. وأذكر أن أحد مرشحي نادي الشباب (التعاون) هو الأستاذ الدكتور حسن الهويمل رئيس نادي القصيم الثقافي السابق، وكان وقتها طالباً في المعهد العلمي وموظفاً في الضمان الاجتماعي - إن لم تخني الذاكرة - وهكذا يجري الانتخاب بشكل علني، كل عضو جمعية عمومية يكتب أسماء من يرشح لمجلس الإدارة فتجمع الأوراق وتفرزها اللجنة، وتتلى بصوت مسموع. وتكتب أسماء المرشحين على اللوح (السبورة) أمام الجميع فكل اسم يرد يشار إليه أمام اسمه.. ثم تجمع الأصوات وتعلن النتيجة أمام الجميع.. ويكون فيما بعد انتخاب الرئيس من بينهم فيما لو ترشح أكثر من واحد.. أو يتم انعقاد المجلس ويتم اختيار نائب الرئيس والسكرتير وهكذا تم كل شيء على ما يرام. أما بالنسبة للعضوية ومن يحق له الانتساب للنادي واقتراح المؤهل، فكل ناد له ظروفه.. فمنهم من يشترط أن يكون مؤهلها جامعياً أو أعلى.. فهذا إجحاف بحق عدد كبير ممن يحق لهم الانضمام للنادي، وبالذات من الرعيل الأول مثل الأساتذة عبد الكريم الجهيمان والذي لا يحمل سوى شهادة المعهد السعودي بمكة المكرمة، والأستاذ سعد البواردي الذي لا يحمل كما يقول سوى ثلاث شهادات: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وشهادة الميلاد، وشهادة الابتدائية.. أمثال هؤلاء يحرمون من الانتساب للنادي وغيرهم كثير وأنا أحدهم.. أقول في الختام على الوزارة ألا تعطي الموضوع أكبر من حجمه فبلادنا ومجتمعنا لديه خبرة كافية في الانتخابات، بدءاً من انتخابات مجلس الشورى والمجالس البلدية ومجالس الجامعات والغرق التجارية وغيرها منذ عهد الملك المؤسس رحمه الله.