جاء الدكتور مرزوق بن تنباك عبر خميسية الجاسر في الرياض لكي يحرر المثقف ورجل الشارع العادي من نظرية السحر بتطبيقاته المتوافرة من خلال ما جاء في الذكر وما جاء من قبل أيضا في العهد القديم وما يليه. تلك هي لحظة التنوير الحقيقية التي يريد دكتور مرزوق أن يضيئ بها معتقداتنا ظنا منه أنه يهدي إلينا واقعا جديدا من نوعه، فكل ما قرأناه من قصص ولا أريد إضافة أية صفة في هذا المقام إلى كلمة قصص حتى لا ينزلق بنا الحوار إلى متاهة أخرى. «السحر مجرد أوهام وأنه ليس بحقيقة»، هكذا يقرره ابن تنباك نافيا أن يكون لتوابع السحر جنا وشياطين أي وجود أو صلة بالإنسان. قرأت ما جاء في ذاكرة ابن تنباك وقلت لنفسي «عبلة - أم الصبيان»، أعرف مسبقا أن ابن تنباك سوف يصف توجهي الثقافي على نحو فلكلوري شعبي.. حسنا إذن ولكن ماذا عن سورة الجن التي يخبرنا الله من خلالها عن نفر من الجن هكذا جاؤوا ليستمعوا إلى النبي وهو يقرأ القرآن، فقال الله على لسانهم «إنا سمعنا قرآنا عجبا»، وماذا عن «ولقد صرفنا إليك نفرا من الجن»، في سورة أخرى، وماذا عن قصة السحر الذي طال تأثيره سيدنا النبي محمد، وقد خيل إليه أنه كان يفعل الشيء وهو لا يفعله ويخيل إليه أنه لا يفعل الشيء وهو يفعله، وعندما شفاه الله تبين أن لبيدا عمل له السحر في مشط ومشاطه وقذف بما عمل من سحر في بئر.. وماذا يادكتور ابن تنباك عن القصص التي جاءت في التوراة منذ أيام فرعون وكيف كان فرعون مفتونا بالسحرة لاعتقاده أنه سوف تكون له الغلبة على أيديهم ضد سيدنا موسى عليه السلام، وهذا كله مذكور في التوراة ومن بعد فهو مذكور أيضا في القرآن الكريم، وماذا عن سيدنا عيسى بن مريم وكيف أنه أخرج شياطين كثيرين من جسد إنسان اعترضه في الطريق ذات مرة فاندفعت الشياطين بعد خروجها من الإنسان إلى خنازير كانت ترعى بالقرب من مكان الحادث فلم تقدر الخنازير مقاومة الشياطين فاندفعت هكذا انتحارا إلى البحر.. هل كان كل هذا وهما يا ابن تنباك.. نحن ببساطة بشر وتوجد مخلوقات أخرى أيضا، فكما خلقنا الله فقد خلق الله من قبل الجن وهناك الملائكة. الكون وسيع جدا ورحمة ربنا وسعت كل شيء، وكما نأكل ونشرب ونتكاثر فنهرم ونموت، فالجن لديهم أيضا نسوان وعيال، وهم يأكلون ويشربون ويتكاثرون ويموتون أيضا. إنهم موجودون وسوف نؤول جميعا ذات يوم قياما لرب العالمين.