بداية أؤكد أني معارض بشدة ومستنكر لاستخدام تعبير (فقه النوازل) عن المستجدات العصرية في حياة المسلم، والسبب أن النازلة في اللغة هي المصيبة والكارثة ومستجدات الحياة ليست كذلك، بل هي من خيرات التطور، فكيف نصفها بأنها (نوازل) ومصائب، ذلك تعبير مغرض هجائي للتطورات العصرية الحديثة أطلقه المتشددون الرافضون لكل جديد ولكل تطوير، والتسمية الصحيحة لتلك المستجدات هي (فقه المستجدات) فهذا يعني الرأي الفقهي والحكم الشرعي المستنبط لتلك المستجدات، إنه يعني الاجتهاد الفقهي المستنير لتطبيق نصوص شرعية أو فتوى لتلك المستجدات، ويبدو لي أن هذا هو التفسير للحديث النبوي الشريف بأن الله يبعث على رأس كل قرن مجتهدا (أو مجتهدين) يجددون للمسلمين دينهم بمعنى تطبيق أحكامه على المستجدات فهو دين متجدد دائما، ليس بتغيير النصوص ولكن بإعادة فهمها، ولهذا أخذت على معالي وزير الشؤون الإسلامية صالح آل الشيخ وهو عالم ديني متفتح ويجيد قراءة العصر ومستجداته استخدامه لذلك التعبير فقه النوازل في حديث قيم نشرته (البلاد) 7/11/2010م. لقد أشار إلى عدد من المستجدات ووجوب إيجاد تطبيق أحكام شرعية ملائمة تتناسب وضرورات ومقتضيات العصر، ومما ذكره كثرة الحجيج وضيق المشاعر بهم مثلا، مما يستدعي البحث عن حلول لاستيعاب الحجيج، وأؤيد ما اقترحه معاليه من ضرورة اجتماع الفقهاء للنظر في المستجدات والمزيد من الاجتهادات الفقهية التي تصب في مصلحة وسلامة الحاج ليتمكن من أداء فريضته، نعم لا بد لنا من اعتماد فقه المستجدات بفكر جديد.