وصلتني رسالة من أحد القراء يحكي فيها عن قصة حدثت معه، وأراد أن أكتب عن القضية، إلا أنني وجدت أن القصة وحدها تلخص القضية، ولأنني أثق بذكاء القراء، خصوصاً أولئك الذين يؤكدون لي أنهم يفهمونها وهي طايرة، فقد تركت لكم القصة، يقول صاحبنا الكريم حيث إنني شاب في الثلاثينات من العمر وكأي شاب في مثل هذا العمر أول ما يفكر فيه الاستقرار النفسي، وطبعاً عن طريق الزواج، وكما هو متعارف في مجتمعنا، ذهبت وحدي لخطبة إحدى الفتيات من إحدى الأسر، وكوني أعيش في أسرة مفككة لا أحد يسأل ولا أحد يهتم، فقد ذهبت وحدي لوالد الفتاة، وعلى طول دخّل علي البنت، قائلاً لازم تشوفون بعض قبل، لتعرفا إذا كان بينكما توفيق ورغبة وتوافق، ثم بدأنا في المرحلة التالية السؤال، وأين تعمل وكم راتبك... إلى آخره، المهم عندما رأيت الفتاة ذهلت وصدمت، كانت صغيرة للغاية عمرها 17 سنة، وأنا عمري 35 سنة، فسألت والدها، هل البنت تدرس؟ فأجاب نعم تدرس في ثاني متوسط! فقلت له مداعباً: ألا ترى أنها صغيرة على الزواج والارتباط؟ فقال لي: البنت ما لها إلا الزواج! المهم أنا بعد كم يوم انسحبت من هذ الخطبة بأدب واحترام، حيث إنني لا يمكن لي أن أرتبط بفتاة في هذا العمر، فهناك فرق بين عمري وعمرها، المهم كله هذا عادي، بعد كم يوم اتصل بي والد الفتاة، يقول لي: أبغى ألف ريال قيمة الشوفة الشرعية لبنتي! أقسم بالله يا دكتورة بدرية هذا اللي حصل معي! فقلت له: ألف ريال في مقابل شوفة شرعية، ألا تعتبر هذا الأمر فيه إهانة لابنتك واستغلالاً واضحاً للخاطب! فثار قائلاً: أنت خطبت ابنتي، ولكنك انسحبت من الخطبة لهذا سآخذ تعويضاً مالياً عن شوفتك لبنتي! فقلت له: هل أنت تمزح! فقال: أنا جاد وعلشانك أبخليها 500 ريال بدل ألف ريال! فقلت له: نحن لم نتفق على ذلك من الأصل، فلماذا هذا الطلب الآن؟ بل لماذا هذا الاستغلال؟ فقال لي: أنا محتاج وتعرف الظروف هاليومين، فقلت له إذا أنت محتاج فعلاً فلماذا في ذمتك ثلاث زوجات؟ (للمعلومية هذا الرجل متزوّج 3 زوجات ويقول محتاج)، هنا ذهل وتلعثم وبدأ يرفع صوته، المهم أنا ما أحب إثارة الخصام والقيل والقال، سحبت مبلغ ألف ريال وأعطيته!