كنت أتمنى من إخواننا الشيعة الذين أدانوا ماقام به أحد متكلمي الشيعة من إساءة لمقام أم المؤمنين السيدة عائشة، ألا يكتفوا بالإدانة فقط. وبما أنهم بينوا أن الشتّامين لا يمثلونهم، فكان لابد أن يؤكدوا ويعلنوا أنهم يحترمون زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم وحبيبته السيدة عائشة.. ويحترموا أباها أبا بكر الصديق خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفيقه في الهجرة وصاحبه في الغار (ثاني اثنين إذ هما في الغار). جاءت إدانتهم وكأنها تعبرعن امتناع لتوضيح موقفهم تجاه مسألة جوهرية تعد المسؤولة عن فشل أو نجاح الحوار فيما بيننا. لذلك فإن الإدانة وحدها لا تكفي لسبب بسيط وهو أن سبّ السيدة عائشة وأبيها وسيدنا الفاروق عمر بن الخطاب هو اتجاه سائد في خطب بعض متكلّمي الشيعة وبينهم مرجعيات. لذلك يمكن تفسيرالإدانة كأنها تشجيع للشتامين ليبقوا على إنتهاكهم لحرمة الصحابة في المعتقد.. لكن عليهم من باب اتباع (موضة) الحوار ألا يعلنوها. باستثناء بيان إخوتنا شيعة الأحساء، للأسف لم تؤد بعض الاعتراضات إلى ما يطمئن. وقد تفحّصْتُ مفرداتها فوجدتها تحمل كلمات فعلاً جميلة مثل: رفض، إدانة، تنديد، هم لا يمثلون الشيعة.. والمذهب الشيعي يتبرأ منهم. ومع ذلك لم أجد مايؤكّد حرمة زوجات النبي صلى الله عليه وسلم. حتى إني لم أجد في رد الشيخ الصفار- الذي أكنّ له الاحترام - في جريدة الوطن (12/9/2010م) كلمة واحدة عن المحبة للسيدة (الطاهرة) عائشة التي برأها القرآن الكريم. ولكن أثار انتباهي قوله: "إن حق الاختلاف.. لا يبرر الإساءة للمقدسات والرموز المحترمة عند أتباع المذاهب الإسلامية" وتعليقي على هذا الكلام أنه لا يتضمن حلاً للخلاف. إذ لا يكفي القول إن السيدة عائشة رمز محترم ونصمت، وإنما لابد أن نصحّح المغالطات ونقول إنها أم المؤمنين الطاهرة العفيفة وأبوها الصديق وخليفة النبي. لقد كانت فرصة كبيرة أمام إخواننا الشيعة الذين يسعون للحوار أن يسدوا الفجوة.. وينتهزوها فرصة ليس للتنديد وإنما ليعلنوا أنهم يحبون زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ويحبون زوجته السيدة عائشة ويحبون الصحابة.. وأنهم لا يشتمونهم. لو فعلوا ذلك لما كان بيننا من يجرؤ على ذمهم. وبذلك يساعدوننا على بتر التطرف والكراهية وفتح باب للحوار ونقفل باب الاحتقان ومن ثم نحفظ بلادنا من الفتن.