محمد بن سليمان الأحيدب - عكاظ السعودية جزى الله الشدائد كل خير فقد أثبتت على أقل تقدير المقولة المصرية (مفيش حد أحسن من حد) في ما يخص الحريات الشخصية وحقوق الإنسان والسرية الفردية الخاصة، فبعد أن أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية تبيح التنصت وانتهاك حرمات الفرد والأسرة بوضع أجهزة تسجيل الصوت وكل ما وصلت إليه التقنية الحديثة من تجسس على الحياة الأسرية الخاصة في أمريكا نفسها، وتمارس السجن دون محاكمة واحتجاز مئات البشر في معتقل أشبه بزريبة حيوانات غير محمية الحقوق، وتمارس الاعتقال دون أدلة أو حتى إذن اقتحام، أي باختصار بعد أن أصبحت الولاياتالمتحدةالأمريكية (أوطى) وأدنى في معاييرها الإنسانية من (أردى) دول العالم الثالث التي كانت تنتقدها وتحاول فرض حقوق الإنسان عليها، هذه فرنسا تمنع ارتداء الحجاب وتفرض خلع البرقع والنقاب حتى عن السائحات وغير الفرنسيات بحجة أن لبس البرقع استعباد للمرأة وانتهاك لحقها (حتى وإن كان برضاها بل وبرغبتها) أما الأغرب من ذلك فهو التحجج بأن النقاب سجن للمرأة لا يمكن قبوله في الشارع، أما سجن المرأة في (فترينة) زجاجية وهي شبه عارية لاستعراض جسدها وتتبع ملامحه وتفحص ميزاته وعيوبه استعدادا لتقييم سعر الجسد بعد إجراء الخصومات على العيوب ومن ثم شرائه لبعض الوقت فهو أمر لا يعتبر استعبادا للمرأة ولا سجنا لها!!. الشدائد أثبتت أن الإنسان (أي إنسان) عندما تبرر لديه غاياته كل الوسائل فإنه لا فرق أن يحكم في الغرب أو في الشرق، في دول تدعي التحضر أو أخرى تشتكي التخلف فتوسلات هيئات حقوق الإنسان ودعاة حفظ حقوق الحريات والتعبير لم تجد نفعا لا مع أمريكا سابقا ولا فرنسا اليوم.إذا كان الهدف من منع النقاب إخفاء ملامح الوجه من وجهة نظر أمنية لأنه يخفي الوجه ويظهر فقط العيون فإن على فرنسا ودول أوروبا التي منعت او ستمنع لبس البرقع أن تمنع النظارة الشمسية لأنها تخفي أهم ما يميز الوجه ويبرز التعابير وهما العينان ويظهر باقي الوجه، وإذا كان الهدف عدم التمييز العقائدي في الشارع فيجب العدل بمنع قبعة اليهود وطاقيتهم المميزة على هامة الرأس وفك عقد جديلة لحية السيخ ومنع المسيحي من رسم الصليب بالضرب على جبهته وصدره بتثليثة الصليب ناهيك عن لبسه ومنع غطاء رأس الراهبات ولباسهن المميز وأن يكون هذا المنع في الشارع وليس المدارس فقط مثله مثل البرقع، ولأن المقصود والمستهدف هو الإسلام فقط فصدقوني إنه قريبا سيناقش البرلمان منع السواك في الشارع كونه سنة إسلامية. إنها الحريات المزيفة التي طالما خدعت الكثير منا حتى جاءت الشدائد ففضحت زيفها.