محمد الرشيدي - الرياض السعودية رغم أن الحلقة كان موضوعها "ثقافة التسامح" إلا أن معدي برنامج "الحياة كلمة" على قناة ال MBC أدخلوا تقريراً عن أهمية الدراما والسياسة في التقارب ما بين العرب والأتراك، التقرير الذي تم عرضه يتزامن مع البث المباشر لحلقات البرنامج على ضفاف مضيق البوسفور في أسطنبول، حيث أعتقد أن جميع طاقم البرنامج يقضون إجازاتهم هناك. جميل التوجه الذي أجده في ثقافة وشخصية الشيخ سلمان العودة؛ وعلى فكره هو توجه طبيعي.. ولكن للأسف أن طقوس التشدد التي أحاطت ببعض المشايخ جعلت حياتنا وحياتهم غير، وأفقدتنا الثقة بأمور كثيرة، وها نحن نعيش حالياً أكبر أزمة ثقة ونحن نترقب ما يدور حول الفتاوى وما أدراك ما الجديد فيها؟!. ظهر يحيى ومهند ولميس ونور بأسمائهم التي عرفناها كعرب في برنامج الشيخ العودة الشهير وظهر أيضاً الساسة الأتراك ومواقفهم في دافوس وسفينة الحرية، ولكن المواطنين الأتراك الذين ضمّهم التقرير لم يكونوا على علم أن لميس ونور أشعلوا قلوب العشاق والرومانسيين لدينا، ومهند ويحيى قلبوا نظرية الحلم بالفارس لدى كل فتاة إلى واقع الحلم بيحيى ومهند، ثقافة الكثيرين لدينا عن إخواننا الأتراك كانت لا تتعدى أنهم الأشهر في مهنة الحلاقة وكمعلمين محترفين للشاورما، أما خلاف ذلك فالأمر عادي، الدراما التركية بحلقاتها المئوية غيرت النظرة لتركيا أكثر من الحد المعقول، جعلت الكثيرين يحرصون على زيارة قصر آغا حيث كان يسكن مهند ونور وعائلتهم الكريمة بالمسلسل، أكثر من الحرص على زيارة مسجد آيا صوفيا وغيرها من الآثار الإسلامية المهمة في أسطنبول!. الحديث عن العلاقة العربية التركية أخذ حقّه من النقاش كثيراً وقت انبهار العرب بالدراما التركية قبل فترة، حتى أنه لو قارنا تداعيات ما كتب عن سفينة الحرية على سبيل المثال ووسامة مهند وجمال لميس سنجد أن المقارنة ظالمة لنجوم الدراما التركية ومجحفة في حقهم، سؤال التقرير في برنامج "الحياة كلمة" والتقرير نفسه لا جديد فيهما، إلا إذا كان مرتبطاً بتصوير البرنامج على خلفية رفرفة أعلام تركيا على القوارب والسفن هناك، وهنا سؤال عادي ومهم وهو ما الذي سيضر البرنامج لو كانت حلقاته تبث من أبها أو الطائف أو جدة، لكي لا يكون تقرير البرنامج القادم أن برنامج "الحياة كلمة" ساهم بالتقارب العربي التركي وساهم بالتنشيط السياحي لأسطنبول الجميلة!. ِشخصياً أعتبر أن الدراما التركية هي التي ستبقى في التقارب العربي التركي لأن العرب رومانسيون، ولكن يفتقدون تجسيد رومانسيتهم وتطبيقها بالواقع، بسبب نظرية (العيب) وجاءت مجموعة لميس ونور ومهند ووفروا الخيال الرومانسي لهم وجعلوهم يبتعدون عن الصراخ في المسلسلات الخليجية والقضايا الخاصة في المسلسلات المصرية والقيم المثالية غير الموجودة بالمسلسلات السورية. إن الجرأة والانفتاح المستنير الذي يقوده الشيخ العودة وعدد من العلماء المهمين هو الأهم لدينا، وأتمنى أن يخصص البرنامج حلقة عن الدراما التركية وتأثيرها الحقيقي علينا كعرب وكسعوديين على وجه الخصوص، لأن المفروض أن نتعامل بواقعنا بشكل مستنير وبدون تزييف، كما أتمنى ألا يواجه الشيخ العودة هجمة مضادة أو فتاوى جاهزة لأنه عرض يحيى ومهند ولميس في برنامجه!.