عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد السؤال مما جرت العادة به في بلدنا أن في ليلة النصف من شعبان يقوم الأطفال بالمرور على المنازل، حيث يتم توزيع الحلوى وغيرها عليهم. وهذه العادة مرتبطة بتقاليد شعبية قديمة، فما حكمها؟. الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: أخي الكريم: اعلم وفقك الله أن ما ذكرته -مما يجري في ليلة النصف من شعبان من المرور على المنازل وتوزيع الحلوى- هو نوع من الاحتفال أو المشاركة في إحياء هذه الليلة، وموافقة لأهل البدع في إحياء شعائرهم المحدثة في الدين، والقول بأن هذه عادة مرتبطة بتقاليد شعبية قديمة وَهَمٌ ظاهر، إذ حقيقة الأمر أن ذلك مرتبط ببدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وإحيائها بنوع خاص من التعبد والصلاة، وهو أمر محدث استند محدثوه على أحاديث موضوعة نبه على وضعها عدد من العلماء. قال الشوكاني –رحمه الله– بعد أن ذكر حديث صلاة النصف من شعبان : "وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء كصاحب الإحياء وغيره، وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة -أعني ليلة النصف من شعبان- على أنحاء مختلفة كلها باطلة وموضوعة". الفوائد المجموعة (ص:51). وقال ابن القيم –رحمه الله-: (هذه الصلاة وضعت في الإسلام بعد الأربعمائة، ونشأت من بيت المقدس فوضع لها عدة أحاديث)، انظر المنار المنيف بتحقيق محمود استانبولي (ص:54). وقال الشيخ عبد العزيز بن باز –رحمه الله– (والذي عليه جمهور العلماء أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة وبعضها موضوع، وممن نبّه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه: لطائف المعارف وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي قد ثبت أصلها بأدلة صحيحة، أما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة) انظر: التحذير من البدع للشيخ ابن باز ص (11–12) . وعلى هذا فأوصيك يا أخي بعدم المشاركة في ذلك، وتنبيه الأطفال إلى خطورة الأمر؛ حتى لا تتأصل في نفوسهم تلك المخالفات، وفيما ثبتت مشروعيته من العبادات غنية عن الوقوع فيما اشتبه أمره أو كان من المحظورات. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.