تظاهر مئات الشبان السودانيين الاحد في الخرطوم في اطار يوم احتجاج وطني ضد الحكومة رغم انتشار قوات الامن بكثافة كما افاد مراسل فرانس برس. واعلنت المعارضة توقيف اكثر من اربعين شخصا بينما فصل الرئيس عمر البشير مدير جامعة. وفي جامعة ام درمان الاسلامية قرب الخرطوم سار الف متظاهر مرددين هتافات مناهضة للرئيس عمر البشير امام انتشار كبير لشرطة مكافحة الشغب. ورددوا "اوكامبو، ما قلته صحيح" في اشارة الى مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الذي اتهم البشير بالتورط في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وابادة في دارفور (غرب السودان). واندلعت الصدامات حين رشق المتظاهرون بالحجارة رجال الشرطة الذين ردوا بضربات العصي. وانضم الطلاب الموالون للسلطة الى الشرطيين في بعض الاحيان كما افاد شاهد. وفي الخرطوم تظاهر حوالى مئة شاب قرب القصر الرئاسي مرددين "نريد تغييرا! لا لارتفاع الاسعار". وقرب وسط المدينة في كلية الطب حاولت قوات الامن منع المتظاهرين من مغادرة حرم الجامعة لكنهم تمكنوا من الوصول الى الشوارع مرددين "الثورة ضد الديكتاتور!" لكن الشرطة هاجمتهم بالعصي واعتقلت العديد منهم وارغمتهم على العودة الى الحرم الجامعي. وافادت وكالة الانباء الرسمية في بيان مقتضب ان الرئيس اقال مدير جامعة الخرطوم مصطفى ادريس البشير. وفي جامعة ام درمان الاهلية، ضمت تظاهرة اخرى حوالى 500 طالب رددوا الهتافات نفسها. ونشر حزب الامة في بيان اسماء اكثر من اربعين شخصا اعتقلوا في هذه التظاهرات ولم يتسن الاتصال بالناطق باسم الشرطة للتاكد من هذه اللائحة. وفرضت السلطات قيودا مشددة على الصحافة. فقد اوقف الجنود مصورا لوكالة فرانس برس على مدى ساعتين فيما تلقى نحو عشرة صحافيين يعملون لحساب وسائل اعلام محلية او دولية امرا بعدم تغطية التظاهرات. وجرت التظاهرات تلبية لدعوة اطلقت عبر الانترنت الى يوم احتجاج سلمي ضد الحكومة في كل انحاء البلاد، في شكل مماثل لتلك التي كانت وراء التظاهرات الحاشدة التي تهز مصر المجاورة منذ ستة ايام. وقال مبارك الفضل العضو في حزب الامة المعارض لوكالة فرانس برس "ما شهدناه في مصر الهم الشباب" مؤكدا ان الطلاب يحظون بدعم "كل احزاب المعارضة". وشهد السودان في الاسابيع الماضية العديد من التظاهرات على خلفية الصعوبات السياسية والاقتصادية. لكن هذه التحركات بقيت متفرقة. وتزامن يوم التعبئة الاحد مع الاعلان عن النتائج التمهيدية الكاملة للاستفتاء في جنوب السودان والتي اكدت رجحان كفة مؤيدي الانفصال بغالبية ساحقة. واوضح الفضل ان الشبان "يريدون التعبير عن غضبهم من ادارة السودان التي ادت الى انقسام البلاد ولان مستقبل الشمال غامض".