التأثير الثقافي بين بلاد الحرمين وحضرموت عبدالملك بن عبدالوهاب البريدي - بريدة - نقلاعن الثقافية السعودية نشر على أديم الجزيرة الثقافية بتاريخ 8-5-1431ه تغطية لرحلة عشرون سعودياً وسعودية قاموا بزيارة لحضرموت بمناسبة إعلان مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية ولقد اشتملت الرحلة على ثلاث محاضرات للدكتور عبدالرحمن الشبيلي عن (التأثير الثقافي المتبادل بين حضرموت وبلاد الحرمين الشريفين) رصد فيها التواصل الثقافي التبادلي بين البلدين وذكر أن الثقافة الحضرمية تأثرت بالهجرات العائدة من بلاد الحرمين وضرب مثلاً بالسيد محمد حسين الدباغ الذي أقام بالمكلا في العشرينات من القرن الميلادي الماضي، ورغبة مني في زيادة البحث في هذا الجانب أحب الإشارة إلى علم من أعلام بلاد الحرمين الشريفين سجل حضوراً علمياً لافتاً وأسهم في التنوير والتعليم والقضاء في حضرموت وهو الشيخ عبدالله بن احمد الرواف (1293ه 1359ه) الحاكم الشرعي في بندر المكلا سنة (1911م) وهو احد علماء بريدة ومن تلاميذ الشيخ محمد بن سليم والشيخ إبراهيم بن جاسر رحمهم الله ، ارتحل إلى الشام والرحلات ينبوعاً من ينابيع المعرفة وقد كان هذا المنبع حاضراً في حياة الرواف فطاف تلك البقاع بحثاً عن معالم المعرفة فأخذ عن علماء الحنابلة في دمشق واتصل بالشيخ جمال الدين القاسمي وكان يقضي سحابة نهاره في دور الكتب وخزانتها يستخرج اللآلئ وينقب عن الأصداف ليحرز النفائس حتى صارت لديه مكتبة كبيرة ثم عاد إلى وطنه بريدة ثم انتقل إلى المدينةالمنورة سنة 1326ه الموافق 1908م وأقام بها سنتين وكانت تحت حكم الإشراف واستفاد في الحرم النبوي الشريف فكانت جميع أعماله تأرز إلى العلم والمعرفة وتفصح عن عزوف واضح عن اللهث وراء الماديات ثم توجه إلى عسير إبان حكم الدارسة ثم ارتحل إلى حضرموت وأقام في المكلا في سلطنة القعيطي في عهد السلطان عمر بن عوض القعيطي فأكرمه وعرف له حقه في العلم والفضل ثم ولاه قضاء المكلا فكان يقضي بالمذهب الشافعي فحمدت سيرته بالنزاهة والعفاف وعدالة الأحكام وكانت مدة ولايته القضاء في المكلا ستة عشر سنة من عام 1329ه إلى سنة 1346ه حيث انتقل إلى بلدة جعلان من بلاد عمان ، وللشيخ فتوى مخطوطة في (الجهمية الحلولية) تتكون من خمس ورقات بخط محمد الخطيب وهي مصدقة من جماعة من قضاة حضرموت حيث أغدقوا عليه مالا حصر له من صفات الثناء والتقدير والاعتراف بغزارة علمه وكنت هذه الفتوى محفوظة حبيسة الأدراج بمكتبة الأحقاف بمدينة تريم حتى شاء الله من يبعثها من مرقدها ويقوم بتحقيقها وطباعتها بواسطة دار الآثار اليمنية، إن الشيخ عبدالله الرواف رغم جلالة قدره وعظيم مكانته إلا انه لم ينل حظه من الدراسة والتأليف في شخصيته والتعريف بجهوده غير أن التاريخ لم يحفظ لنا من سيرته إلا اقلها وهو أكبر من أن تحيط بها سطور عجلى ولكن أحببت أن أضيء شمعة ولو شمعة خافته أمام سيرة هذا العلم. *** المراجع: كتاب علماء آل سليم وتلامذتهم - العمري كتاب علماء نجد - البسام فتوى في الجهمية الحلولية - تحقيق محمد العمودي