محمد بن عبدالله المشوح - عكاظ السعودية حبا الله العاصمة الرياض بعشق فريد أشاعه وبثه ونشره أميرها سلمان بن عبد العزيز حتى غدت الرياض مقصدا ومحل جذب عجيب لأبناء المملكة العربية السعودية من كافة المناطق ليس هذا فحسب. فقد تحدثت تارة مع أحد الإخوة المصريين الذي أمضى أكثر من عشرين عاما في الرياض وبسط الله له في المال والرزق وقلت ممازحا لم لا تذهب إلى مصر وتقيم هناك وقد كبر سنك ولديك مزرعة جميلة هناك. فرد علي لا أستطيع ولو استطعت فأبنائي لا يوافقون لقد أصبحنا في الرياض أشد تعلقا بها من أهلها. إنها الرياض التي تلاحقها المناسبات ويتعاقب عليها الوفود. نهارها لا يهدأ عملا واقتصادا ونجاحا، وليلها لا يهدأ ثقافة وأدبا وفكرا وعملا. في معرض الرياض الدولي لي أصدقاء وناشرون من دول عربية، وكنت أسألهم عن مشاركتهم في معرض الرياض وقالوا أن أهم معرض لدينا في العالم العربي هو معرض الرياض. إنها السوق الثقافي الكبير والمثقف الذي لا يهدأ في الرياض ملاحقا لكتاب وحاضرا لمشهد ثقافي. لقد دهشت لتلك الأفواج المتزاحمة التي تفد كل ساعة إلى معرض الرياض الدولي للكتاب. وليست للفسحة والنزهة فقط، ولكنه الشراء والتسوق والاقتناء للكتاب من قبل المثقفين والمثقفات. أما الصالونات والمنتديات الثقافية المتعددة في الرياض، فهي شاهد على الحراك الكبير الموجود في الرياض وإن حاول البعض اختزالها. حتى أولئك الذين يلاحقون تلك المناسبات لم يستطيعوا اللحاق بجميع ذلك الركض الثقافي اللاهث. يعتذر إلي بعض رواد الثلوثية عن عدم حضورهم لبعض الفعاليات بالزحام الكبير من المناسبات الثقافية والفكرية التي تزخر بها المعشوقة الرياض. أما شقيق الصالونات الأدبية، نادي الرياض الأدبي الذي أصبح نشاطه متعبا لرواده فتنوع في الأنشطة وإبداع في المناسبة ورعايتها واهتمام بالأطياف والأجناس بلا تميز. وأطلق النادي أسابيع ثقافية متلاحقة تكشف عن استيعاب الرياض لكل إبداع وعمل مفيد. وغدت الرياض بحاجة إلى أندية أدبية فرعية تستطيع أن تستوعب تلك الأعداد المتزاحمة الهائلة من الرواد لكل منشط. لقد دهش كما علمت أعضاء الملحقية اليابانية حين أقاموا إحدى الفعاليات في نادي الرياض الأدبي من ذلكم الحضور الكثيف من قبل المثقفين والمهتمين من أجل التعرف على الثقافة اليابانية التي كان على رأسها الأسرة السعودية. إنها الرياض الحاضنة لكل إبداع المحتضنة لكل فن أو فكر أو ثقافة. وها هو يسدل معرض الرياض الدولي أبوابه وتفتح الجنادرية ذراعيها وتودع جائزة الملك فيصل ضيوفها في حراك لا نظير له ولكن إنها «الرياض».