لنلقي نظره تاريخيه على دول الخليج قبل ظهور النفط وماذا حرك الزيت المتدفق من أرضيها بعده فهي سابقا تعتمد على الصيد والزراعة والتجارة ( الرحالة او العقيلات) والمقايضة بالسلع هو السائر بين التجار لتبادل المصالح والسلع وكانت الخليج بعيدة كل البعد عن الصراعات السياسية او الحروب العسكرية التي كانت قائمة في ذلك الوقت لأنها منطقة فقيرة محدودة المصادر لأهلها يعيشون كفاف من مصادر رزقهم .. دول الخليج وجدت نفسها في مقدمة الركب دون تخطيط أو توقعات بعد ظهور النفط على أراضيها ، المجتمع الخليجي لم يخلد بذهنه انه سوف يجد نفسه في المقدمة لأسباب عدة منها المنظومة الاجتماعية والفكرية التي تعيش بها هذه المجتمعات لان الحياة القبلية مسيطرة على عقول هذه المجتمعات مهما تغيرت ملامح ومظاهر سطح أراضيها البترول قدم المجتمع الخليجي بان جعله ضمن الدول المتقدمة بينما نجد الفكر والممارسات الاجتماعية والقبلية تنحدر من اسواء إلى اسواء مما يصنف هذه المجتمعات بالدول النامية فعلا ظاهرة المجتمع الخليجي متقاربة بسبب القرب الجغرافي والروابط لاجتماعيه المتشابه وكذلك القرابة القبلية فيما بينها وخاصة السعودية والكويت وقطر والإمارات المجتمع الخليجي لم يواكب الزخم الكبير والأموال الطائلة من النفط لأنه وجد نفسه فجاءه يملك الثروات وينقصه الوعي والتخطيط والإستراتجية الصحيحة لاستثمار هذه الثروات . ان المجتمع الخليجي وقع بين (التخلف) و( النمو) لذا فهي تملك هذه الصفتين كما أوردها المفكر الكويتي محمد الرميحي :أن مجتمعات الخليج تملك هاتين الصفتين الدخل القومي المرتفع والتخلف في التمنية الاجتماعية والاقتصادية وكذلك قلة عدد السكان مقارنة للدخل القومي . وبهذا المعيار يمكن ان نصف دول الخليج بأنها دول ذات دخل قومي كبير وتقع في مصاف الدول المتقدمة ولكن هناك تناقض فالمجتمع يرفض إيجاد البديل وضعف بالشعور بالمسؤليه لذلك نجد أن هذه المجتمعات تنتمي إلى العالم الرابع إذا صح هذا التصنيف لأنها لم تستقر إلى الدول المتقدمة ولا إلى الدول النامية بسب الازدواجية في التعايش مع دخل القومي ومع العقلية التي تدير بها هذه الثروة وتأثيرها الاجتماعي عليها ان المرض الذي يفتك بالمجتمع الخليجي ويجعله متخلفا مهما ازداد دخله القومي من النفط إلا انه يعيش أمراضا حدت من تقدمه ولم يستطع فك الارتباط منها لأنه مؤمن بهذه العادات فالاستقرار السياسي للمجتمع الخليجي لم يتوافق مع ما أوجده النفط من نقله حضاريه وسلاح قوي تستطيع المواجهة به فهو في الظاهر ديمقراطي وفي الحقيقة انه مازال يدار بالقوانين القديمة (الواسطة، او العلاقات العائلية او القبلية) هذا التخلف في الحقيقة أصبح محل عدم رضى المطلعين والمعنيين من هذه المجتمعات وخاصة المفكرين والمثقفين العائلة الخليجية هل حدث لها نقلة الاجابه على هذا هي نفس الاجابه على ان المجتمع الخليجي يعيش النقيضين التغير الذي حصل في العائلة الخليجي هو اقتصادي فقط اما اجتماعي فعلا حصل تطور مشروط في العائلة الخليجية حيث مازال الصراع القبلي هو المسيطر على قرارات العائلة وبعيدا عن كل عوامل التقدم الفكري فهو يقف حائرا أمام هذه الصراعات. النفط مع الأسف الشديد أصبح مخدرا للشعوب الخليجية التي وجدت نفسها من صحراء قاحلة وحروب بين القبائل للصراع على منابع المياه والعيش للأقوى إلى شعب خلد للراحة والدعة ووزعت ثروات نفطه عليهم دون المساهمة في الإنتاج واعتمدت الغالبية منهم على ماتحصل من هبات حكومية فالتخطيط لنوائب الدهر لهذه الشعوب مستبعد في الوقت الحالي فهم شعوب تعيش للحاضر فقط ...فالترشيد الاقتصادي مهما حاولو فيه فانه على حساب الطبقات الشعبية الوسطى ذات الدخل المحدود . من جانب آخر وهو مهم على الصعيد السياسي الخارجي شهدت منطقة الخليج في منذ عقود حروب دامية بداية من حرب إيران والعراق ومرورا باحتلال العراق للكويت واحتلال أمريكا للعراق وبسط نفوذها على المنطقة بحجة محاربة الإرهاب ومازالت تلوح بالأفق مسرحية أمريكا وإيران وكذلك احتلال إيران لجزر الإمارات طنب الكبرى وطنب الصغرى لذلك أصبحت المنطقة ساخنة جدا وملتهبة كل ذلك سببه النفط أصبحت منطقة الخليج مطمع لقوى الغرب والشرق لأنها دول أذعنت بقرارها وضعفت بإرادتها فأمريكا تزعم أنها تحافظ على مصالحها في المنطقة ؟؟ وماهي مصالحها (غير النفط) وخلاصة القول أن السبب في وجود هذه الصراعات يعود إلى أسباب ذكرتها ضمنية منها اجتماعي ومنها تنظيمي ولم تكن هذه الصراعات لتخرج لنا لولا ظهور النفط ،وإذا أردنا أن نسرد ماذا اوجد لنا النفط من صراعات وقلاقل وخوف يفسد علينا ما نحن نعيشه من رغد عيش ورفاهية فماذا نصنع بالأموال وبواخر البترول إذا كنا لانستطيع أن نحمي أنفسنا بأنفسنا ونبني شعبا يسوده العدل والحب . [email protected]