بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عنكم أيها السيدات والسادة يسرني ويسعدني بل ويشرفني أن أتقدم بالشكر والتقدير للسادة هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات- حفظهم الله ورعاهم، وأبقاهم لنا ذخراً- فقد بينوا ولله الحمد أنهم أحرص علينا من أنفسنا، وأرحم بنا من أمهاتنا، كيف لا؟ وهم من سعيهم لمصلحتنا يصدرون قراراً رحيما لم يسبقهم إليه حتى حمورابي في شريعته الشهيرة، يعني السيد حمورابي صحيح قرر في شريعته التي أصدرها 1700 قبل الميلاد، أنه إذا سرق انسان ثوراً أو شاة أو حماراً أو قارباً، فإنه ينظر في ملكية المسروق فإذا كان يعود للإله أو للقصر فعليه أن يعطي 30 مثلاً. أما إذا كان يعود إلى مسكين، (يعني عميلا مثلاً أو مواطنا صالحا) فعليه أن يدفع 10 أمثال فقط، أما إذا لم يكن لدى السارق ما يعوّض به فإنه يعدم. (هذه صعبة جداً) وصحيح أن حمورابي قرر أنه إذا سقط البيت على رأس ابن صاحبه فمات، فإن ابن الباني يقتل .( يعني في العصر الحديث لن يبقى لأي مقاول ابن واحد) لكني لم أرَ هذا الملك البابلي يقرر أن يمنع الضحية أن تنال بعض الرحمة من الجلاد، أو أن ينعم عليها ببعض الميزات. بل ولم يتجرأ السيد حمورابي أن يصدر بيانا توضيحياً يقول فيه :إنه من واقع نظرته الشمولية الآخذة في الحسبان النواحي الاقتصادية والأمنية والتنظيمية والتوجه العام للدولة الساعي إلى نشر خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في مختلف أنحاء البلاد وحماية المنافسة ،بما ينعكس إيجابيا على المشتركين، قرر أن يرسخ هذا الانعكاس ويحرم المشتركين من خدمة التجوال الدولي المجاني. يعني – لمن لا يفهم أمثالي- السيد المشترك كان يحصل على خدمة مجانية كجزء من رد الجميل من جانب شركات الاتصالات، وهي التي لحم أكتافها من راتب هذا المواطن الصالح الكريم، فتدخلت بكل رحمة وحنان أمنا وأم الجميع هيئة الاتصالات وقررت أن تجعل هذه الخدمة مقابل رسوم مالية لا تدفعها هي بل يدفعها هذا المواطن من جيبه، والسبب أنها تسعى لمصلحته. اللهم أصلحهم يا رب. وإني كما أشكر هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات ،فإني أعتذر منها أشد الاعتذار لأنا أغضبناها الفترة الماضية بموافقتنا على العروض المجانية التي قدمت بدون أذنها، صراحة قلة حياء واستغلال وتلاعب وقعنا فيه ،يجب أن نعتذر منه. بل بياناً منا لإخلاصنا أتمنى رفع فواتير الهاتف إلى أقصى حد ممكن لأن هذه الشركات قد تتجرأ وتخفض الأسعار بدون الحصول على الإذن الأبوي من صاحبة القداسة هيئة الاتصالات. وأبشر الهيئة الموقرة أننا لن نشتكي من حال الاتصالات بعد اليوم، ولن نتكلم فقد تبين بما لا يدع مجالاً للشك أن شركات الاتصالات أرحم بنا من غيرها.. بالله صفقوا لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. أو بمعنى أصح أعد الطلب أعلاه بعد حذف حرف اللام قبل هيئة!!