ليس الخواء الفِكري في غياب الفِكر فقط، بل في تكرار الفِكر القديم، والعجز عن الإتيان بفِكرٍ جديدٍ يُثْري المُتلقّي، سواء كان قارئًا، أو مستمعًا، أو مشاهدًا!. هذه مقدّمة فلسفية، أرجو ألاَّ (يزعل) منّي الإعلامي الشهير تركي الدخيل، إن قلتُ إنها تنطبق على برنامجه الحِواري (إضاءات)، الذي تخدمه قناة العربية جيدًا، فتبثّه في وقت ذروة المشاهدة.. سعوديًّا، وهو يوم الجمعة الساعة الثانية بعد الظهر، ومع ذلك لا يخدمه هو جيدًا، فأسئلته لمن يستضيفهم من الكُتَّاب تكاد لا تخرج عن نمط واحد هو: لقد كتبتَ بتاريخ كذا وكذا مقالاً عنوانه كذا وكذا، في صحيفة كذا وكذا، وقلتَ فيه كذا وكذا! (أحيانًا يقرأ على الكاتب نصف مقاله)! فماذا كان قصدك من كذا وكذا؟ فيُكرّر الكاتب ما سبق أن كتبه قبل ذلك، وقرأه العالم، وفيه كذا وكذا وكذا وكذا، ممّا يشبه الكلاكيت الهزيل الذي تُعاد فيه مشاهد تصوير فيلم سينمائي، يرجو منه بطله أن يُحقّق نجومية الشُبّاك دون استحقاق، سوى عرضه في صالة شهيرة لها ثقلها الإعلامي والجماهيري!. إنّ البرامج الحِوارية الناجحة التي يستغرق عرضها ساعة واحدة، يُفترض أن تُعدّ في أيام، لكن يبدو أنّ إضاءات يُعدّ في دقائق بالاستعانة بالشيخ (قوقل)، وعلى (3) خطوات، هي: اكتب اسم الضيف على محرّك (قوقل)، وتصفّح بعض مقالاته، و.. انتهى الإعداد، فالأسئلة، عفوًا، فالكلاكيت جاهز: لقد كتبتَ بتاريخ كذا وكذا مقالاً عنوانه كذا وكذا، في صحيفة كذا وكذا.. إلخ.. إلخ.. إلخ! أذكر أنّ الدخيل انتقد الشيخ عائض القرني لكثرة كتبه، وسأله إن كان يؤلّفها في إشارات المرور، بينما هو يسوق سيارته؟ وقد حان الوقت لأقول له إنّ كتب الشيخ ذات جودة عالية، وليس فيها كلاكيت هزيل من نوع كذا وكذا!. فاكس 02606287