حدثني صاحبي عن حواره الهادئ مع زميله الشيعي في العمل، وكيف ان الحوار اتسع واخذ مسارات عدة لم يكن يتوقعها، وخاصة خلال هذه الفترة, واخبرني صاحبي الاخر عن زميله الشيعي وكيف اصبح يتحدث عن فقهيات مذهبه بكل جرأة. وانا احدثكم عن ما اسمعه من بعض من اعرف من الشيعة وكيف اصبحوا يتحدثون - هذه الايام - ويجاهرون بما يفقهون ، ولست هنا محذراً مما يحدث فلست اقصائيا بطبعي، وانما متعجبا لتوافقات عدة تحدث. واما الحالة التي سايرتني من هذا الامر فهو الرضا، لا تعجبون من رضاي فانا انظر للأمر من زاوية أخرى. ففي السياسة - لكل من يعرف السياسة – هناك نظرية تقول : " الغموض قوة " وهذه القوة لا يشعر بها إلا الخصم. يذكر صاحبي الاول انه صدم (بضم الصاد ) من فكر القوم عندما حاورهم، وكانت صدمته من تذبذبهم في فهمهم لما يعتقدون، وهروبهم من ايضاح ما يفهمون،او يعتقدون انهم يفهمونه، وكيف ان طرحه يربكهم ويعميهم. وما تفعله قناة المستقلة خير دليل على ذلك. ان فتح باب الحوار بيننا وبينهم فرصة كنا نبحث عنها منذ فترة، فهم للاسف لم يسمحوا بفتح ذلك الباب من باب التقية، والان اجد أن فقه التقية تغير - كما اتوقع–وكما ذكر لي احدهم من مبدأ ان الوضع اختلف ويجب اظهار الحق. في احدى مواقعهم المعتبرة يلمحون انها حان الوقت لنشر عقيدتهم ، وانا اقول: "لا اظنهم جادون فيما يقولون " ، والسبب هو في كيفية نشر هذه العقيدة في ظل الوعي القائم الان؟ ان غموضهم قوة لهم , وأوكد على ذلك, وارجو ان يفطن اخواننا، فعقيدتهم تعتمد على التأوه من الاقصاء والطرد والاعراض والكراهية – كما يزعمون – ويعتمدون في ذلك على فلسفة حقوق الانسان والاخوة الانسانية – كما يذكرون – . واطمئنكم فشعوبنا السنية تعرف ان ابوبكر خليفة وصاحب رسول الله، وعمر بن الخطاب الخليفة الثاني، وبه فرق الله الحق عن الباطل، وعثمان الحيي كما وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل يمكن لطفل ان يسمع ذلك ويصدقه ويضرب صدره بعدها ويقول " حسين "..؟؟ ارجو وان يتوجه اخواننا المهتمين بحوار الشيعة الى ان يكون الحوار مفتوحاً ولا يخافون من تصريحاتهم بفكرهم، فهم بهذا يكشفون عورهم ويقصرون مدى أملهم. ولا انسى احد الذين حاورتهم وكان من اسيادهم – كما يدعي – وبعد ان فتحت بابا لم يتوقع فتحه قال لي بعد ان شرد بوعيه قليلاً : " مارأيك ان تزور احد علمائنا فلديه الاجابة عن سؤالك ؟ " هم هكذا..يحبون الاختباء.. ويستديرون في كل الاتجاهات في وقت واحد خوف اللقاء ، ونحن واضحون صادحون بالحق وليس غير الحق. والسؤال الذي يجب أن يسأل : " ما هي الخطة التالية ؟ "