تطاير بعض الشباب العاطلين عن العمل فرحا بقرار مجلس الشورى دراسة تخصيص إعانة شهرية للعاطلين عن العمل وكأنهم سيبدأون في قبضها نهاية الشهر الحالي، ونصيحتي لهم أن يكبحوا جماح فرحهم قليلا، فقد يحصل العاطل منهم على عمل ويتقاعد قبل أن يصل هذا المقترح مرحلة التنفيذ!! فكم من دراسات وتوصيات وقرارات صدرت ثم تاهت بين اللجان والإدارات قبل أن تصدر أنظمتها ولوائحها، أو ترد من حيث أتت، أو تستودع أدراج النسيان!! وصرف الإعانات للعاطلين ليس بدعة فغالبية الدول المتقدمة تفعله، لكن من المهم أن يفهم العاطلون عن العمل جيدا أن هذه الإعانة لو أقرت ليست بديلا عن العمل ودخله حتى لا تتحول البطالة إلى وظيفة، خاصة مع تدني مرتبات بعض قطاعات العمل الخاص التي تستهدف الشريحة الأوسع من العاطلين مثل الحراسات الأمنية التي لا تتجاوز مرتبات أكثرها 1500 ريال فتصبح عندها إعانة البطالة أكثر جاذبية وإن كانت أقل من مرتب وارتباط وظيفة تمتص كل طاقات الإنسان بثمن بخس!! ومجلس الشورى عندما يبحث هذه المسألة فذلك لأن فيه أعضاء يعون أهمية تأمين لقمة العيش ويدركون خطورة أن يترك الإنسان وحيدا وعاجزا في مواجهة العوز والحاجة، فعندما تضع إنسانا في مواجهة المجهول واليأس فإنك لا تعود تسيطر على اتجاهاته وخاصة الاتجاه نحو هاوية الإجرام والبحث عن مصادر الدخل غير المشروعة!! المهم الآن أن نضع مثل هذا القرار على سكة الإنجاز السريع فقطار البيروقراطية ينتظر وقطار الحاجة لا ينتظر!!