في العهد الأول من الإسلام كانت السياسة مخرج من مخرجات الدين ,حيث كان الرسول صلى الله عليه وسلم من يقيم العلاقات الداخلية والخارجية ويرسل الجيوش ويرسي السلام ..وهكذا كان الخلفاء الراشدون من بعده تجسيدا لقوله تعالى :"قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".. وبعد ذلك بدأ التمايز ما بين الدين والسياسة ؛وبالتالي الديني و السياسي ,حتى وصلت العلاقة إلى الانفصال و التقاطع ,وأصبح الديني واقفا على خط النار في جبهة مليئة بالألغام أمام السياسي. في السنوات القريبة الماضية مارست الحكومة الأمريكية ضغوطات على مثيلتها المصرية لإقامة جدار فولاذي ينزل في عمق الأرض أمتارا تكفي للوقوف في وجه الأنفاق التي تتنفس من خلالها غزة...!! غير أن الفاجعة التي يصعب تصورها هو نجاح السياسي في مصر في احتلاب فتوى من الديني تضفي على هذا الجدار صبغة شرعية من دون أن يحتاج إلى ترويضه قبل احتلابه,و كان الأولى بالديني أن ينتفض حتى ولو كان من سيحبس خلف هذا الجدار حيوانا أجربا فلقد دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض..فكيف إذا كان الحبس جماعيا ولأخوة لنا في الدين وبمباركة من رجال الدين ! وعلى النقيض من ذلك تماما وجدنا من نزع من الطرف الديني إلى المواجهة المسلحة وانخرط في صدام غير محسوب العواقب كانت نتائجه وخيمة وفي ذات البلد. إننا بأمس الحاجة إلى رجال العلم الذين يحترمون مكانتهم التي أنزلهم الله إياها ,ويراعون الأمانة التي تحملوها,يرفضون أن يكونوا مجرد أختام بأيدي الحكام ,دون أن يتورطوا ويجروا الأمة من ورائهم في معارك داخلية تأتي على الأخضر واليابس.