في إحدى قاعات كلية الآداب الأسبوع الماضي وفي مادة النظام السياسي وحقوق الإنسان دخل إلى القاعة أستاذ المادة الدكتور / عبدالرحمن هشبول الشهري وفي بداية المحاضرة تفاجأ الأستاذ والطلاب البالغ عددهم سبعين طالباً , بوجود عصفور داخل القاعة يطير من جانب إلى جانب ومن جدر إلى جدر , محاولاً الخروج من القاعة إلا أن نوافذ القاعة من النوع الثابت الذي لا يفتح وباب الفصل ينتهي في ممر الكلية المغلق وخروج الطائر من القاعة مستحيل , وفي البداية حاول الأستاذ القبض على العصفور إلا أنه لم يستطع فأرجأ ذلك إلى نهاية المحاضرة. وبعد الانتهاء من المحاضرة خصص الدكتور/عبدالرحمن وقتاً للحديث عما جاء به الإسلام من الرفق بالكائنات الحية سواءً كانت تلك الكائنات حيوانات أم طيور أم غير ذلك, وألمح إلى عناية الإسلام بالبيئه وواجب الإنسان حيال ذلك . وذكر طلابه بنماذج من أحاديث النبي حول ذلك .. كالمرأه التي دخلت النار في هرة حبستها ولاهي أطعمتها وسقتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض وكذلك المرأه التي دخلت الجنة في كلب وجدته يلهث من العطش فأسقته , وبين الدكتور لطلابه أنهم جميعاً لا يعذرون من الناحية الدينية والأخلاقية والبيئية بترك هذا الكائن الصغير يخبط بنفسه في أرجاء جدران الفصل , وسينتهي به الحال إلى الموت. ووجد الدكتور تلك مناسبة عملية تطبيقية يطبق عليها محاسن الإسلام عملياً مع طلابه. ثم كلف الدكتور أحد الطلاب بإغلاق باب الفصل ومنع أي طالب من الخروج حتى يتم القبض على الطائر وإطلاق سراحه , ووصى الدكتور طلابه بعدم أذية العصفور وإمساكه برفق . وبدأت عملية اصطياد الطائر وكل الطلاب في حركة جادة حول الإمساك به, وقد أخذت هذه المحاولة قرابة عشر دقائق حتى أمسك به أحد الطلاب وسلمه للدكتور, وكلف الدكتور عبدالرحمن طلابه بالخروج معه جميعاً الى خارج الكلية, وحضور ومشاهدة إطلاق ذلك الأسير البريئ وتم اطلاق العصفور من قبل الدكتور في مظهر من المظاهر العملية التطبيقية لأخلاق الإسلام ، وقد ظرت ملامح البهجة على وجوه الطلاب وهكذا هي الأعمال الإنسانية تقود إلى الرضا والبهجة.