السؤال صاحب الفضيلة : تقيم دولة مصر جداراً فولاذياً ضخماً غير قابل للصهر أو التفجير بطول 14 كيلو متراً على الحدود بينها وبين غزة، وبعمق 20-30 متراً تحت الأرض، والهدف المعلن هو هدم الأنفاق ومنع تهريب المساعدات إلى غزة. ويشرف على إقامته الاستخبارات الفرنسية والأمريكية والإسرائيلية والمصرية. وقد أنجز منه حتى الآن قرابة الستة كيلو متر. وصرح وزير الخارجية المصري " أبو الغيط " بأسلوب غير حضاري رداً على المعترضين على الجدار الفولاذي بقوله :" ولا يحق لأي عربي مهما كان أن يقول لمصر افعلي ذلك أو لا تفعلي هذا مهما كانت حجته أو دوافعه أو أهمية القضية التي يتحدث باسمها ". الجواب إقامة الجدار الفولاذي لمنع الأنفاق التي توصل المساعدات إلى المسلمين في غزة محرم شرعاً، وهو من أعظم الذنوب في الإسلام ؛ لما فيه من تولي الكافرين ضد المسلمين، ولما فيه من ظلم إخواننا المسلمين في غزة ومحاصرتهم وخنقهم، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: " أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها حتى ماتت جوعاً، لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض". فكيف بحبس شعب مسلم بأكمله. ويدخل في الإثم كلُّ من شارك في جريمة بناء الجدار الفولاذي بقوله أو فعله حتى عمال البناء ؛ لأنه من التعاون على الإثم والعدوان . قال الله تعالى " وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (المائدة 2). أما تصريح وزير الخارجية المصري فهو مصادم لنصوص الشريعة الآمرة بالأمر بالمعروف والناهي عن المنكر قال الله تعالى " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ " (التوبة 71). والواجب الشرعي على المسلمين عموماً ، وعلى أصحاب القوة والقرار والتأثير: السعي الحثيث في إيقاف بناء الجدار ، وفك الحصار ، ورفع الظلم عن إخواننا المسلمين في غزة ، أسال الله تعالى أن ينصرهم ويعزهم ويحفظهم بالإسلام. وأوصي المشاركين في البناء بتقوى الله تعالى وأن يتذكروا موقفهم بين يدي الجبار في الآخرة، فلا يبع المؤمن دينه لعرض من الدنيا . والحمد لله رب العالمين.