فؤاد الهاشم - الوطن الكويتية .. يعتبر رجل الدين العراقي «آية الله السيستاني» من الحكماء والأفاضل، ولولاه لكان العراق الآن في وضع أسوأ بكثير مما هو عليه، ومواقفه السياسية - والدينية - جعلت منه صمام الأمان للخليط العراقي السني والشيعي والكردي والآشوري والبابلي، لذلك، لم أرَ أي مبرر للداعية السعودي «محمد عبدالرحمن العريفي» لكي يشن هذا الهجوم العنيف على «السيستاني» والشيعة في كل مكان واصفاً إياهم بأنهم من.. «المجوس»!! معلومة هامة غابت عن ذهن الشيخ «العريفي» وهي أن عمر التشيع في إيران أقل من خمسمائة سنة فقط - «أيام الدولة الصفوية» - وقبل ذلك كانت الشعوب الإيرانية تنتهج نهج السنّة، فهل «السنّة» أيضاً من.. المجوس؟! ولو قبلنا - جدلاً - بتصنيفاته غير العقلانية هذه، فماذا عن شيعة دول الخليج في السعودية والكويت والبحرين، هل هم من «المجوس»؟! وإذا عبرنا البحر باتجاه باكستان وأفغانستان ووصلنا الى الهند، فهل كل هذه الأقوام من أمة واحدة وحضارة واحدة وتاريخ.. واحد؟! أقول للشيخ الداعية.. «إذا سمحنا لأنفسنا بوصم الآخرين بدياناتهم - قبل الإسلام - فهذا يعني السماح للآخرين بوصمنا بدياناتنا - نحن أيضاً قبل الإسلام - وليقولوا لنا إننا من عبدة الأصنام المصنوعة من الحجر و.. التمر»!! الأمة الإسلامية في أحوج ما تكون - في هذا العصر - الى التماسك والتعاضد والتقارب، وليست بحاجة الى هذا الطرح الطائفي البغيض الذي ينطق به سني متشدد أو شيعي متطرف فكلنا تحت راية الإسلام الذي يدعو الى التوحيد وهزيمة أعدائه.. وما أكثرهم!! *** .. «مسج» طريف انتشر في الكويت عقب الاحتفالات الجميلة التي أقامتها إمارة دبي لتدشين أعلى برج مسكون في العالم والذي أطلقت عليه اسم «برج خليفة» يقول: النائب «فيصل المسلم يلوح بصورة شيكات قبضها المقاولون الذين بنوا البرج ويطالب باستجواب سمو الشيخ.. محمد بن راشد آل مكتوم»، والنائب «المملوح - وليد» يهدد باستجواب الشيخ محمد بن راشد لوجود النافورة «الراقصة والمتبرجة بالألوان»، أما «هايف» فهو يستنكر الاستمتاع بالألعاب «النارية» لأنها من أفعال «المجوس - عبدة النار»!! *** .. ابلغني مصدر اماراتي مطلع - وموثوق - ان «ازمة دبي الحالية لم يظهر منها الا رأس جبل الجليد فقط، وان ديونها - الحقيقية - تصل الى حوالي 184 مليار دولار ما بين شركات حكومية وغيرها، والمطلوب منها ان تسدد مبلغ ستة مليارات دولار شهريا مع ان دخل الامارة لا يتجاوز 2 مليار شهريا.. قبل خصم المصاريف كالباب الاول رواتب واجور وغيرها»!! يقول المصدر ايضا.. «في نهاية شهر مايو القادم من عام 2010 يتعين على الامارة دفع مبلغ 45 مليار دولار لحملة الصكوك، وحاليا لديها ثلاثة خيارات الاول: يكمن في مساعدة شقيقتها الكبرى امارة أبوظبي، والثاني: الطلب من بنوك ومصارف خارجية شراء ديونها من البنوك والمصارف الدائنة، وهذا الامر يتطلب دفع فوائد مالية.. اكبر، اما الخيار الثالث: فهو.. اشهار الافلاس»!! يكمل المصدر الاماراتي حديثه قائلا.. «هناك امور اخرى لم تظهر من جبل الجليد هذا، تكمن في المساعدات المالية التي قدمها الشيخ محمد بن راشد للامارات الشمالية الصغيرة عقب تسلمه منصب نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء تمثلت في بناء المدارس والمستشفيات لأسباب تتعلق بالعرف القاضي بأن يكون رئيس الدولة من ابناء اسرة الحكم في امارة أبوظبي، مما جعل امارة أبوظبي تشترط - لمساعدة دبي للخروج من ازمتها - ان يتم تعديل الدستور واضافة مادة اليه تشير الى حتمية ان يترأس الدولة احد ابناء وذرية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وهذه المساعدة ستكون جزئية ايضا وليست مطلقة، ومقابل الاستحواذ على شركات رئيسية من دبي»!! يختم المصدر الاماراتي حديثه بتنهيدة طويلة قائلا.. «كل الخيارات مرة وصعبة بالنسبة الى الشيخ محمد بن راشد، لكن القادم من الشهور سيكون اصعب، فهل سينجح في هذا التحدي الكبير؟!» انتهى حديث الرجل! ونحن - ايضا - نتمنى مرور هذه الازمة بخير وسلام من اجل صالح الجميع! [email protected]