محمد بن عبداللطيف آل الشيخ- جريدة الجزيرة السعودية وفي رأيي أن ملالي إيران، وطريقة تعاملهم مع العالم، يسيرون على ذات الطريق. فإيران تراوح علاقاتها مع العالم الغربي بين الهدوء الحذر والتأزم، فما أن تتجه هذه العلاقات إلى الهدوء حتى يتبرع أحد الساسة الإيرانيين إلى تأزيمها من جديد، وهكذا دواليك. وعلاقاتها مع دول الجوار لا تختلف كثيراً مع علاقاتها مع الغرب، ولعل إقدامها مؤخراً على احتلال بئر النفط العراقي، ورفع العلم الإيراني عليه، تصرف لا يمكن تبريره سياسياً، وقد أحرج كثيراً حلفاء إيران في العراق، وجعلهم يضطرون إلى إدانة هذا التصرف. كما أن علاقاتها مع أغلب الدول العربية الأخرى هي إما فاترة أو متأزمة. ملف إيران النووي هو الملف الأبرز والأهم في علاقاتها الخارجية على ما يظهر. هذا الملف يدار بطريقة ستنتهي على ما يبدو بضربة جوية من قبل إما إسرائيل أو أمريكا، أو هما مجتمعتان. وستدخل إيران في دوامة من الأزمات الداخلية، وكذلك الخارجية، التي لن يستطيع النظام الخروج منها إلا بقدر كبير من الخسائر قد تكون سبباً في زوال النظام نفسه. فكل الدلائل تقول إن إيران تسعى إلى الحصول على السلاح النووي، لتفرض نفسها على الواقع مثلما فعلت الهند وباكستان؛ غير أن الطموح شيء والواقع شيء آخر؛ فكل المؤشرات تقول إن الغرب وإسرائيل، وربما كثير من دول الجوار الإيراني لن يسمح لإيران بامتلاك السلاح النووي، حتى لو اضطرت هذه القوى، وبالذات إسرائيل، لاستخدام القوة. وليس في الأفق السياسي ما يشير إلى أن إيران ستتراجع عن تنفيذ طموحاتها النووية، الأمر الذي يجعل قضية ضربة إيران مسألة وقت ليس إلا. قدرة إيران على الرد في حال تلقت ضربة جوية، أو قدرتها على خلط الأوراق في المنطقة، كما يتصور بعض المحللين، لا تختلف في رأيي عن قدرة عراق صدام كثيراً، كما أن وضع إيران العسكري ليس بعيداً عن وضع صدام مقابل القوى العالمية قبيل غزوه من قبل الأمريكين.