خلف الحربي - عكاظ السعودية عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير.. أنا أقدر أن الكثيرين منكم ما زالوا يشعرون بالبلل الشديد الذي تسببت به الأمطار خلال اليومين الماضيين، لو كان الأمر بيدي لوضعت عصارة على طريق جدةمكة لنتبادل التهاني بعد تجفيف ثيابنا ومشاعرنا!. **** يستخدم البعض مفردة (طرطشة) للتعبير عن حالة البلل ويستخدم آخرون مفردة (رطرطة)، لكني اعتدت استخدام مفردة تجمع بين المفردتين السابقتين حيث أقول: (يرطش)!، فقد سمعتها هكذا حين كنت صغيرا وتوقعت أنني لن أحتاج للبحث عن مفردة بديلة حين أكبر، حيث ستقضي مشاريع تصريف المياه على هذه المفردات إلى الأبد، لكنني اليوم أجد أني بحاجة لمعرفة مرادفات هذه الكلمة بكل اللهجات المحلية، حيث إن كل مدينة أو بلدة (ترطش) بشكل مختلف عن الأخرى بحسب عادات وتقاليد البلدية!. **** خلال اليومين الماضيين تلقيت عشرات الرسائل والاتصالات الهاتفية كان أصحابها يتحدثون عما فعلته السيول في بيوتهم وسياراتهم ومممتلكاتهم الشخصية، وأظن أننا اليوم بأمس الحاجة لوضع آلية عاجلة للتعويضات. **** المطر يتسلل من خلال الثقوب وليس ثمة ثقوب أكبر من ثقوب الإهمال، والسيول تصنع الوحل وليس ثمة وحل أصعب من وحل الفساد، لأنه يتراكم عبر السنين فيغلق الطريق نحو الغد!. **** إذا بقيت جده هكذا: مدينة تغرق في شبر ماء، فإن أي حديث عن المستقبل يحتاج إلى منشفة!. **** قال المتنبي في مدح سيف الدولة تحت زخات المطر الغزير: «إذا اعتاد الفتى خوض المنايا ... فأهون ما يمر به الوحول!) وأغلى تهنئة بالعيد نرسلها إلى أبنائنا في القوات المسلحة المرابطين على الحدود الجنوبية، ونقول لهم: عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير، عشتم وعاشت راية التوحيد خفاقة في الأعالي.