من تحت رأس برنامج «أحمر بالخط العريض»، تحققت أول سابقة من نوعها في السعودية في حق إعلامية، حيث أصدرت المحكمة الجزئية بجدة حكما بجلد إعلامية سعودية 60 جلدة دفعة واحدة، ومنعها من السفر مدة عامين، على خلفية دورها في إحدى حلقات برنامج «أحمر بالخط العريض»، تلك الحلقة التي عرفت بحلقة «المجاهر بالرذيلة»، وقد حكم في نفس القضية على بعض الشباب، الذين ظهروا في الحلقة بالجلد والسجن، وأسرة إعداد البرنامج، ومسؤولو القناة يواصلون عرض البرنامج، وبراءة الأطفال في عيونهم!! فهذا البرنامج الفضائحي، الذي تخصص في الركض وراء مثالب الشباب؛ لتكثيف جرعة الإثارة في تقديري، هو المسؤول الرئيس في التغرير بالسذج الحائرين بين منظومة الثقافة الغربية الطاغية في الفضائيات، وبين قيم مجتمعاتنا، فيندلقون دون وعي، وتحت تأثير نزعة الظهور الاستعراضي إلى تضخيم سلوكياتهم الخاطئة، ومغامراتهم الخيالية، دون تحسب للعواقب، ودون استشعار لخطورة ما يقولون، وفي كل الأحوال تحصل القناة على ما تريد من هؤلاء، ثم تتركهم أمام مصيرهم المتمثل في السجن، والجلد، وسياط نظرات المجتمع، وأصف أولئك الشباب بالسذاجة، والغفلة، وقصور الإدراك لأن ليس ثمة عاقل أو راشد على وجه الأرض، يمكن أن يضع نفسه في تلك الصورة، التي وضعوا فيها أنفسهم، ويعرّض نفسه لما تعرضوا له. وهذا هو مقالي الثاني الذي أكتبه في مواجهة تداعيات هذا البرنامج، بعد مقالي الأول الذي نشر بتاريخ 27/7/2009 بعنوان «أحمر بالخط العريض»، ولم أزل أستشعر الدهشة في مواجهة بعض المداخلات، التي وردت تعقيبا على مقالي الأول، والتي ارتأى بعضها أن معالجة الخطأ لا تكون إلا إذا عرف الخطأ، ولهؤلاء لا بد أن نقول إن لمعرفة الأخطاء قنوات ذات صبغة علمية وجادة وواضحة، بعيدة عن الإثارة، وتضليل السذج، ودلق المشكلات دون دراية بكيفية معالجتها، وقد شاهدت فقرات الحلقة موضوع المحاكمة فلم أجد تعليقا علميا سبق تقديم تلك الفقرات، أو تلاه ينبه لخطأ ما تضمنته أقوال أولئك الشباب، فلقد آثر معدو البرنامج أن يلقوا على المشاهدين بسقط الكلام، ويمضوا في سبيلهم. وفي مقابل ما حصل للإعلامية وللشباب من سجن وجلد، ماذا يمكننا أن نفعل في حق القناة «أصل المشكلة»؟ هل ستتواصل تدفقات أموال معلنينا بالخط العريض على هذا النوع من البرام