علاقتي بالرياضة من أيام ماجد عبد الله وصالح خليفة ومروان الشيحة وأحمد الصغير، ولكي لا يغضب الهلاليون ومن أيام صالح النعيمة وأحمد النيفاوي، وما زلت أتذكر صوت المعلق الكويتي خالد الحربان في مباريات منتخبنا السعودي مع الازيرق من خلال مذياع العائلة الروسي فقريتنا كانت لا تعرف صورة التلفزيون إلا أيام المطر والرطوبة. نعم!! كنت متحمساً، وإلا فمن الذي يسمع مباراة من المذياع، ويصبر على مربع أربعة ومربع ستة التي لم أفهمها حتى الآن؟! عموماً لقد انقطعت هذه العلاقة العاصفة وأصبحت لا أتابع الرياضة الآن إلا من خلال الملاحق الرياضية لأتمتع بأجواء الحرية التي يعيش بها كتابها ومحرروها، ومع ذلك فإني أجد نفسي ملزماً أن أقف مع أمور تمارس في الوسط الرياضي ولها دورها الواضح في تشويه كياننا التربوي، خصوصاً أن الرياضيين هم قدوات عند كثير من الأبناء. دعونا نبدأ بهذه المغالاة بأسعار اللاعبين، معقول 32 مليون ريال قيمة لاعب!! بينما قيمة جائزة نوبل لا تتجاوز 5 ملايين و250 ألف ريال!! وبعض علمائنا محتاج لمليون واحد فقط من هذه الملايين لإقامة مشروعه ورفع اسم بلاده، و100 % من فقرائنا ( ومن أبنائهم من يلهب كفيه بالتشجيع على المدرجات) محتاج ل 2.5 % من هذا المبلغ لستر نفسه وأبنائه، لا أطالب بقطع الأرزاق فالرازق الله، ولكن أطالب بوضع تسعيرة محددة غير مبالغ فيها، لكي لا تعود أيام سوق النخاسة وبيع وشراء البشر. الأمر الثاني في وسطنا الرياضي وهو يستقطب أغلبية شبابنا أن هناك ممارسات تخالف أبسط أبجدياتنا التربوية، والمصيبة أنه يتم التعامل معها رياضياً وإعلاميا على انها ممارسات ليست طبيعية فقط بل ومشروعة أيضاً، فعندما يريد اللاعب أن يسجل هدفاً من حقه أن يكذب ويغش ويسقط نفسه في منطقة الجزاء ليحصل على ضربة جزاء، هذا في العرف الرياضي بطولة وشطارة وإخلاص يشكر عليها اللاعب الكذاب، بينما في عرف الأسوياء هذا كذب وظلم وميكافيلية مقيتة وحصول على هدف ليس له بحق. مثال آخر مدافع هاجمه مهاجم الفريق الآخر.. عليه حماية مرمى فريقه، وإيقاف هذا اللاعب، حتى ولو جعل رجل هذا اللاعب تطير نحو المدرجات، ومقابل هذه الإصابة القاتلة التي قد تنهي حياة اللاعب الآخر، وتقضي على مستقبله، وتشتت أسرته، نجد من يصفق لهذا اللاعب ويسميه بالصخرة واللاعب ذو اللعب الرجولي، بينما هو في الحقيقة دمر حياة إنسان، وألحق الضرر بوطن ومواطن. ألا نحتاج إذن لحملة توعوية تقوم بها الرئاسة العامة لرعاية الشباب والإعلام الرياضي للرقي بمستوى القدوات بكل وسيلة ممكنة؟!! ما الذي يمنعنا أن نجعل اللاعب السعودي مجدداً في مجال القيم والأخلاق، ونموذجاً راقياً للعالم بأكمله، لا يكذب ولا يغش ولا يظلم ولا يدمر البشر؟! أظن أن هذا مشروع وطني كبير!!