في سوق النخاسين مسابقة من ستربح رجلاً؟! سيدة الاعمال التي ذكرت انها عرضت عبر اتصال هاتفي بإحدى المجلات خمسة ملايين ريال مقابل الحصول على رجل - أي رجل - بزواج مسياري في عرض قل ان يسبق له حدوث في التاريخ العربي ، اذ ساقت هذه السيدة ما يعادل الف ناقة في منافسة مفتوحة لجميع الرجال في جميع مراحل العمر في مسابقة فاقت مسابقة شاعر المليون التي ضرب لها الاعراب اكباد الجيوب والدداسن من كل فج وصوب حتى وصلوا شاطئ الراحة وفاقت مسابقة جورج قرداحي من سيربح المليون التي ركب لها المتحضرون من العرب ظهور المترو و الطائرات. الملايين الخمسة والفيلا الجميلة والسيدة ذات المنصب وربما الجمال وقرب المسابقة من زبائن المسابقات المعتادين حيث انها هنا في جدة وليس ثمة خسائر محتملة جراء ارسال رسائل الترشيح باهظة الثمن والتي يتنادى عليها قبيلة المتسابق ثم تصب في جيوب المنظمين بطريقة (وزع فينا الدرهمينا ..وجبانا الاربعينا ) وهي خالية من المجازفة كاجابة سؤال يعيد المتسابق الى الحضيض كما يفعل السيد جورج ذو العينين الزرقاوين ، كل ذلك عوامل تجعل من مسابقة (من سيربح السيدة والفيلا والخمسة ملايين ) هي المسابقة الاكثر نزاهة ومصداقية والاوسع امكانية في المشاركة والابعد عن الحرج من ناحية انها لاتتسع للنساء. ولكن شيئا واحدا فقط يثير فضول المتسابقين وهو فك طلاسم تلك الشروط التي ذكرت السيدة انها ستطلع العريس عليها حال اختياره ،فهل سيكون من ضمن تلك الشروط ان تكون العصمة بيدها وهل يرضى احد من بني يعرب بان يسقط على مسمعه يوما ما كلمة (روح انت طالق بالثلاث ) ، ام هل سيكون من الشروط ان يجيبها الى ماتريد حتى ولو كان على ظهر بعير ، لا اعتقد ان خمسة ملايين وفيلا وسيدة في مقتبل العمر ستكون في شروط اعتيادية ، ثم كيف سيتم الترشيح والتأهل وهل سيكون هناك مبارزة بين العرسان كما كان حاصلا في اوربا ابان العصور الوسطى اذا تنافس عدد من العرسان على فتاة واحدة فيفوز بها من سيبقى على قيد الحياة . ياللخمسة ملايين من بريق ينسي بريق اجمل جميلات العالم ، وياله من عرض ذاك الذي دفع بالسيدة ذات المال ان تضحي بثروتها من اجل رجل ، ثم يال زمن الرجال الذي شح فيه بالرجال فلم يعد هناك من يأتون بدون صلصلة الملايين ، ثم ان نجحت التجربة فالبورصة القادمة هي بورصة في سوق الرجال ، فياترى من سيربح سيدة المال ومن سيكون ملك جمال الرجال في مسابقة (من سيضحك على من؟؟!! ) . غانم محمد الحمر - جدة حرية المرأة أم حرية الوصول إليها يؤكد عدد من مثقفي العالم العربي أن هناك خلطاً في فهم بعض المفاهيم التي توصف بالدخيلة رغم النقد والترحيب التي لقيته هذه المفاهيم خصوصا لدى المهتمين بشؤون المرأة في عدة من الأمصار العربية. إن من أهم الظواهر التي ولدت من رحم عصر التنوير أو بما يعرف بالثورة الفكرية الفرنسية هي الحريات العامة(حرية التفكير، الحريات السياسية....) وأهمها حرية المرأة. السؤال المطروح ما هو الداعي من هذا الشعار الذي اتى به الغرب؟ ولماذا جاء الغرب بهذا الطرح في هذه الفترة ؟ بداية الغرب لم يحترم المرأة يوما رغم مناداته لفكها من قيود الظلم الذي صنعه في حقها، ومن ثم بادر لنشر هذا الطرح السلبي من خلال باطنه على جميع المجتمعات كيف كانت عقليتها الروحية وحسب خصوصياتها البيئية المتباينة حسب كل منطقة. المجتمع الخليجي مثلا طبل البعض منه لهذا الفكر والبعض الآخر أنكره شديد الإنكار. الرأي الأول يقول نعم لحرية المرأة نعم لخروجها ومشاركتها في الحياة العامة نعم للمرأة كفاعل لا يستهان به في دفع عجلة التنمية الشاملة للمجتمع الخليجي. لكن الرأي الأخر كان مخالفا تماما لرأي الأول حيث يؤكد ان الاسلام علمنا معنى حرية المرأة وقيود تحركها الذي هو في الاصل لصالحها لا ضدها كما يرى الموقف الاول. ان الحقيقة التي لا هروب منها ان الغرب لما طرح هذه الفكرة كان يريد طمس مكانة المرأة المسلمة العفيفة إلى ما يعرف بالسفور وبالتالي يسهل على المنحرفين حرية الوصول إليها.. خليل زغدي - مكةالمكرمة القدوة ستلبس الكفن إن الدين لمَّا حل في أرض العرب لم يكن الهدف منه أن يحفظه الناس ويفعلوه ثم إذا خرجوا تركوه على سجادة الصلاة أو على حامل القرآن، وإنما كان من أهدافه أن يصنع القدوات، ليُحمل الدين في شخص الفرد فإذا خرج كان قدوة لغيره، ولكن إذا تُرك الدين في البيت لم يكن للجيل حديث السن أي قدوة في بيئته يقتدي بها، فسيمتد نظره إلى من يظنهم قدوات وهم ليسوا كذلك. وأنت ترى يا سيدي أباً كنت أو معلماً المرض الذي أصاب هذا الجيل فجعله يتخذ الفنانين واللاعبين ومن انحطت أخلاقهم قدوات له يجعلهم نبراس حياته، حتى رأينا بعض شباب هذا الجيل قد اهتز عوده برياح هذه القدوات، فترى الشاب إذا مشى أمامك وكأن فتاة هي التي تمشي، وإذا ناديته باسمه فقلت: يا محمد، صرخ في وجهك وقال لك نادني بميدو، تراه يلبس بنطالاً أضيق من الخاتم يكشف نصف عورته من طوله يجره خلفه، وترى الفتاة ولا أخص هذا المجتمع تلبس تنورة أقصر من بنطال الرضيع باسم الحرية والتحضر، وإن من أعظم أسباب هذا الخلل وهذه الانتكاسة أن الشاب لم ير كل المجتمع قدوات صالحة، أو رأى العلماء والشيوخ وهم القدوات إلا أن المجتمع وللأسف يُنقص من قدرهم فيغض الطرف عنهم. واعلم يا سيدي أنك إذا لم تسع في طريق الإصلاح الذي تبدأه بنفسك لتكون قدوة فإن القدوة ستُلبَّسُ الكفن وتُحمل إلى قبرها. محمد منير راجح أبو السمك