حتى لا يقول أحدكم بعد اليوم إن الشيخ سليمان بن أحمد الدويش لا يبتسم، فلينظر إليه في المقابلة الباسمة بالزميلة صحيفة شمس، حيث هو دافئ يضحك من الأعماق في ثلاث صور، وللغرابة، يضحك فلا يبدو حتى طرف من أسنان المقدمة. وأجمل ما كان في مقابلته خفيفة الظل ليس إلا لغته الجازمة الواضحة وهو يصف محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف بأنها جريمة ضد الإنسانية وغدر ليس من شيم العرب. ورغم البسمة الباصمة فلم ينس الشيخ أن يكون كما هو دائماً وهو يتوعد قنوات فضائية وكتاباً برفع دعوى قضائية لافتئاتهم عليه بأنه أفتى بهدر دم كاتب شهير رغم أنه وللأمانة لم يقل عنه إلا أنه (مثل الغراب يعد فاسقاً ويجب قتله في الحل والحرم)، وهو هنا، وللأمانة يقصد الغراب، ولا شيء غيره ولكن العتب على الكتاب الذين يحتاجون سنة ابتدائية في فقه ودلالة اللغة. ودعكم من كل ما سبق، فأنا أناقش الشيخ الدويش في قوله بالحرف الواحد في الإجابة عن آخر سؤال: إن كتابات بعض الليبراليين تعد سبباً في مشكلة توالد الإرهابيين وقد تحدث عدد من الشباب عن هذه النقطة بالذات عند المناصحة لذلك فإن الحديث عن أثر كتاباتهم ومدى إذكاء الإرهاب من عدمه يعد أمرا محسوما ويكفيك أن تسأل لجان المناصحة. انتهى. شيخنا الباسم: وسؤالي ولأجل أي شيء كانت فكرة المناصحة؟ ألم تكن هذه المناصحة كي ترد الحجة بالحجة على فتاوى الخضير والفهد؟ ألم تكن هذه المناصحة كي نغسل من عقول هؤلاء الشباب مطبوعات أبومعتصم وأبومحمد المقدسيين وأبو بصير الطرطوسي وأبوأسامة الظواهري وأبومصعب الزرقاوي وبقية مجلس الآباء؟ فهل كان هؤلاء مجلس آباء الليبرالية أم للتطرف الديني؟ ألم تكن المناصحة كي يبرهن الفضلاء من العلماء الربانيين الوسطيين الأسوياء خطأ المنهج في كتب مثل (الجاري في جواز قتل رجال الطوارئ) و(الباحث في جواز قتل رجال المباحث)، ألم يكن الإرهاب ولادة طبيعية لكتاب الفضيلة الغائبة، فلماذا ونحن نعرف مصدر الفكر نرميه على الملاعب البريئة المقفلة، شيخنا لم أعلم أن إرهابياً واحداً جاءنا "بالمايوه" من شاطئ رملي. كلهم جاؤوا من جامعات قندهار وتورا بورا ومعسكرات قندز وقندهار ونحن نعلم عصارة الفكر الذي كان سبب المشكلة واسأل لجنة المناصحة. أرجو أن تقرأني وتبتسم.