د.صالح بن مقبل العصيمي التميمي - الاقتصادية ذهبت سيدة عربية إلى مستشفى أمريكي، لتضع مولودها البكر، وبعد الولادة التي تمت بسلام، غادرت المستشفى، ولكنها فوجئت بأن مولودها نسب إليها، فأصبح اسمه يحمل اسم عائلتها، فعادت أدراجها إلى المستشفى، وتساءلت عن السر في نسبته إليها مع أن من المفترض والواجب أن ينسب إلى أبيه (زوجها) فقالت الطبيبة أوليس اسمك اسم أبيه (زوجك)؟! فقالت السيدة العربية لا أنا منتسبة إلى أبي، وأما طفلي فينسب لأبيه فأصيبت الطبيبة الأمريكية بذهول، وقالت بصوت خافت حزين (هنيئا لك أيتها السيدة العربية، ليس لك طوال حياتك إلا اسم واحد، أما أنا فإلى المرحلة الجامعية كنت منتسبة إلى أبي، وبعد زواجي انتسبت إلى زوجي الأول الذي تطلقت منه، وأنا الآن في مرحلة الزمالة وقد انتسبت إلى زوجي الثاني، فحملت في حياتي ثلاثة أسماء، أما أنت فمن حياتك إلى مماتك ليس لك إلا اسم واحد، فلتهنئي بهذا الاستقلال، وهذا التقدير والاحترام). وإني لأتساءل لو طلقت وزيرة الخارجية الأمريكية، فهل ستعود إلى اسم أبيها مؤقتا؟ أم ستحافظ على اسم زوجها؟، أم سيكون لها اسم جديد؟ وكذلك الحال مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، (كوندوليزا رايس) إذا تزوجت؟، إن ما تتعرض له المرأة في الغرب من ظلم واضح، وإهانة حتى جردت من أبسط حقوقها، وهو: حرمانها من الانتساب إلى أبيها، بل تنتسب إلى أزواجها الذين قد يتعددون فتحمل مع كل زوج اسم، هذه إهانة للمرأة، فالله يكرمها والغرب يهينها،لا فرق في ذلك بين كون التغير يحدث حتى في الأوراق الرسمية، أو ظاهريا عند الناس، ودعوى الغرب أن المرأة في الإسلام مهانة، وخاصة في السعودية، دعوى كاذبة،والمقارنة تكشف الحقيقة: 1- المرأة في الغرب تتزوج من غير أن يدفع لها دولار واحد، أما في الإسلام فلا يستحلها الرجل إلا بمهر، وهو شرط من شروط صحة نكاحها، ولا يحل لأحد أخذ شيء منه إلا بطيب من نفسها لا بإجبار ولا بسياط الحياء. 2- المرأة في الغرب ليس لها حق سكنى ولا نفقة، أما في الإسلام فالزوج مأمور بإسكانها والإنفاق عليها، بكل ما يقتضيه الإنفاق، من مطعم،ومأكل،ومشرب، وملبس، وهذا الحق ليس للزوجة فقط بل لكل أنثى تحت ولاية الرجل، الأم، والجدة،والبنت،والأخت، فجميع مصاريف رحلة الحياة المادية، الرجل مسؤول عنها، ولذا فهي لا تخرج للعمل في الغالب إلا من باب الاستزادة لا من باب الضرورة والحاجة إلا في حالات محددة، فمن الذي أكرم المرأة؟ ومن الذي أهانها؟ "الراهبات محجبات" التقيات عند الغرب هن الراهبات، فلا يخرجن إلا محجبات الرؤوس، فنلن التقدير والاحترام في مجتمعهن، بعكس المتحررات اللواتي افتقدن الحشمة حتى أصبح الرجال والأطفال أستر منهن، وحينما ينادي الغرب بنزع الحجاب عن المؤمنات الحرائر العفيفات بدعوى الحرية والإكرام للمرأة، يقال لهم. فلماذا لا تطالبوا بنزعه عن الراهبات؟ فيأتي الجواب، إنهن تقيات، فيقال لهم ونساؤنا تقيات، فهل ينزع الحجاب عن التقيات؟!