انتخب سكان مدينة فيسوكو البوسنية الصغيرة قرب ساراييفو ومعظمهم من المسلمين، امراة محجبة رئيسة لبلديتهم، وذلك للمرة الاولى من نوعها في البوسنة واوروبا ايضاً. وفازت عمرة بابيتش (43 سنة) التي ترتدي حجاباً يغطي شعرها واذنيها حتى العنق، ب30 في المئة من اصوات ناخبي هذه البلدة التي يسكنها اربعون الف نسمة. وتنتمي بابيتش الى حزب العمل الديموقراطي، وهو اكبر حزب لمسلمي البوسنة، وهي متخصصة في الاقتصاد تولت منصب وزيرة المال في كانتون زنيتسا (وسط). وترأست بابيتش التي ترملت خلال حرب البوسنة والهرسك (1992-1995) بعد مقتل زوجها في الجبهة، لسنوات عدة، جمعية عائلات المقاتلين المسلمين الذين سقطوا خلال الحرب، وهي ام لثلاثة ابناء. وتعليقاً على انتخابها اعتبرت بابيتش ان خيار ناخبيها يمثل «قدوة» للغرب ولبلدان العالم الاسلامي على حد سواء. وقالت: «انه نصر كبير للديموقراطية. لقد تبنى مواطنيّ موقفاً منفتحاً لأنهم انتخبوني كامرأة، وايضاً كامرأة محجبة». ورأت ان ذلك «نموذج لاوروبا وايضاً ابعد من ذلك، للشرق والغرب اللذين يلتقيان هنا في البوسنة». وقالت ان «الاسلام واضح تماماً تجاه المرأة يخصص لها مكانة في الحياة العامة، وجميع اولئك الذين يفسرونه بشكل صحيح يعلمون ان الامر كذلك». واستقبلت بابيتش امس، المهنئين الذين قدموا لها باقات الورد، وأجابتهم بود يحيط بها شبان في مقر حزب العمل الديموقراطي. وأشادت رئيسة البلدية المنتخبة ب «شجاعة» حزبها لترشيحها لمنصب رئيس البلدية في مجتمع بوسني ذكوري بمجموعاته الثلاث الرئيسية، المسلمين والصرب والكروات. وأضافت بابيتش صاحبة العينين الزرقاوين مبتسمة: «كان اختباراً سياسياً كبيراً لأن المواطنين لديهم افكار مسبقة خصوصاً عن النساء، فكيف اذا كانت ايضاً محجبة، لأنهم يعتبرون هنا ان مكانها هو ليس في السياسة والحياة العامة، وان السياسة حكر على الرجال». في العام 1993، قتل زوجها على الجبهة في صفوف القوات المسلمة. وكان لديها حينها ابنان في الرابعة والثانية وكانت حاملاً. وقالت: «ارتديت الحجاب بعد وفاة زوجي (..) الدين ساعدني على تجاوز المحنة». وأكدت هذه السيدة التي تزوجت مرة ثانية ان «كل شيء يجري بمشيئة الله. اولادي هم دافعي الاكبر». وشددت على ان مكان بلادها هو «بين الدول الاوروبية الحديثة». وقالت: «اعتقد ان حجابي يجب الا يكون عائقاً على الطريق الاوروبي. ان اوروبا ستدرك انها امام اناس يحترمون هويتهم لكنهم متسامحون بما يكفي لاحترام حقوق الآخرين». وقالت: «لن استغل السياسة مطلقاً لغايات دينية. اذا كانت لدي القوة لحماية حقوقي الشخصية سأجد القوة لحماية حقوق الآخرين».