أكاد أجزم بأنه ليس هناك من لم يشاهد غزة ، وليس هناك من يحمل في قلبة ذرة إيمان وعطف لم يبكِ غزة ، والشعراء أرق قلوباً كما يُقرأ في شعرهم ، والعالم أجمع تفاعل مع القضية صغيرهم وكبيرهم بمختلف جنسياتهم ومذاهبهم . أسعدني قرار السيد / هوغو تشافيز وهو رئيس دولة فنزويلا ، كغيره شاهد غزة تحترق ، فما كان منه إلا بطرد السفير الإسرائيلي قائلا :هو سفير مجرم من دولة مجرمة !! الشاعر البلغاري : ياسِن كروموف يقول في قصيدة : غداً سيموتون في فلسطين ترجمة: د.عبدالرحمن أقرع نعم ، تعتريني الرعشة أحيانا تولد في كل مرةٍ فلسطين غير متعبةٍ من التجارب المرعبة ودون تعبٍ للقتال ويقول الشاعر نفسه : ياسين كروموف-بلغاريا نبحث عن أنفسنا فيكِ يا فلسطين!. أما الشاعرة البلغارية لورا نوراس فتكتب: أزهار غزة سامحيني يا يديَّ فهم لا يملكون طريقاً إلى أعاليك المذهولة لم أستشهد بما سبق إلا لعدم وجود رابط قوي بينهم وبين فلسطين حتى يفهم مغزاي . طُلب مني في ملتقى إيجاز الأدبي تقديم ورقة مشاركة بعنوان غزة في قلوب الشعراء ، والحقيقة المؤسفة بعد جولات في المجلات وصفحات الشبكة العنكبوتية والمنتديات تأسفت على حال بعض شعراء الأمة الإسلامية حينما سبقهم شعراء الدول الأجنبية بعاطفتهم الإنسانية ، فعاطفة الشعر الإنسانية سبقت الإسلامية والعربية لدرجة أنه وصلني عبر البريد رابط فتحته ووجدته بلغات كثيرة فيه حقائق مصورة ومؤثرة تجسد الوضع الحقيقي ويطلب صاحبها نشرها بأي لغة ليقف العالم أجمع على تلك الحقيقة التي أخفتها بعض وسائل الإعلام . الشعراء الذين قرأنا لهم تلك الليلة شعراء لم يظهروا على الساحة بشكل واضح بل هم زملاء وأصدقاء لهم باع طويل في الشعر نثروه – كما يرون- عبر المنتديات ، وبعد البحث عن أكبر الشعراء تأسفت ومن معي على جديدهم ، فقد وجدنا قرائحهم قد نضبت في مجزرة غزة ، ولعل الدماء لم تصل قلوب الشعراء ، والمجال هنا لايتسع لنشر بعض القصائد اليتيمة في تلك السهرة الحزينة .