واصلت أجهزة الأمن المصرية تحقيقاتها لفك غموض حادث الاعتداء على رئيس قسم الحوادث المناوب في صحيفة الأهرام القاهرية هشام الزيني الذي عثر عليه في السادس من مارس ملقى في خرابة في إحدى المناطق الشعبية شرق العاصمة المصرية. وكان الزيني اختفى في ظروف غامضة مساء الإثنين 2 مارس، وعثر عليه في اليوم التالي بخرابة في منطقة عين شمس، وهو في حالة إعياء استدعت نقله إلى العناية الفائقة . وعلى الرغم من عدم توصل الأجهزة الأمنية إلى معلومات دقيقة في هذا الشأن، إلا أن مصدرا أمنيا تحدث ل (عناوين) عنه. وكان صحفيون مصريون تعرضوا لحوادث اعتداء لم يتم الكشف عن فاعليها خلال السنوات العشر الماضية، ومن هؤلاء رئيس تحرير صحيفة الوفد الراحل جمال بدوي الذي هاجمه مسلحون خلال سيره في أحد الشوارع، ورئيس تحرير صحيفة "الكرامة" السابق الذي اصطحبه مجهولون إلى صحراء شرق القاهرة, ثم جردوه من ملابسه وتركوه في الخلاء، لكن الحادث الأهم هو اختفاء الصحفي في الأهرام رضا هلال الذي وقع عام 2003، وما زال مصيره مجهولا حتى الآن. من جانب آخر تظاهر الأحد 8 مارس 2009 صحفيو الأهرام أمام مبنى جريدتهم الذي يقع في وسط القاهرة ضد قرار منعهم من العمل إلى جانب عملهم في (الأهرام), إضافة إلى تدني مرتباتهم التي تراجعت إلى رقم 44 في لائحة الأجور داخل مصر بعد أن كانت الأولى هي والمقاولون العرب في ستينيات القرن الماضي. وقد استأذن الصحفيون من سلطات الأمن المصري القيام بالمظاهرة حتى لا ينضم إليها دخلاء يعبثون بالأمن ويضيعون صوت المتظاهرين الذين يطالبون بتحسين دخولهم. وقد دعا صحفيو الأهرام وكالات الأنباء وكاميرات الفضائيات المصرية المستقلة والعربية التي لها مكاتب في القاهرة, إلى تغطية المظاهرة التي تبدأ في الواحدة ظهرا ولن تنتهي إلا بتحقيق مطالب الصحفيين. كما طالبت رابطة (صحفيون من أجل الأهرام) في بيان لها يوم السبت 7 مارس 2009 بالعدالة في توزيع ما تحققه (الأهرام) من أرباح لتحسين مرتبات الصحفيين الذين أصبحوا في قاع سلم (الدخول) المهنية في مصر, ما اضطرهم إلى العمل خارج الأهرام لاستكمال المتطلبات الأساسية لهم ولأسرهم. وأشار البيان إلى انفراد رئيس مجلس إدارة الأهرام بإصدار القرارات كافة, فاقتصر تعيين الصحفيين على المجاملات دون الالتفات إلى الموهوبين منهم كما هو الحال داخل الأهرام الذي اقتصر فيه إسناد المناصب والترقي إلى من لا يمتلكون مواهب, واقتصر على من هم بلديات المسؤولين وأصدقاؤهم. إن المؤشرات الأولى تدل على أن الزيني ضحية صراع يدور بين وكلاء شركات السيارات العاملة في السوق المصرية، لافتا إلى وجود علاقة بين برنامج يقدمه الزيني في برنامجه عن السيارات في إحدى الفضائيات وحادث الاعتداء.