أجرى وزير التجارة البريطاني اللورد ديفيز, الثلاثاء 8/12/2009, مباحثات مع وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف، ومحافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر، تناولت مشكلة الديون المتعثرة لمجموعتي (سعد) و(أحمد حمد القصيبي وإخوانه) السعوديتين تجاه البنوك البريطانية التي تواجه انكشافا على المجموعتين. ورفض ديفيز الكشف عن النتائج التي توصّل إليها مع المسؤولين السعوديين تجاه القضية، التي تثير قلق ومخاوف الأوساط المصرفية البريطانية، من بينها: بنك (رويال بنك أوف سكوتلند), ومؤسسة (ستاندرد تشارترد)، معتبرا أن المداولات شأن خاص، لكنه أكد في المقابل أن السعودية ما زالت تمثل وجهة تجارية واستثمارية مهمة لقطاع الأعمال البريطاني، حيث تصل حجم المبادلات التجارية بين الجانبين إلى 37 مليار ريال (6 مليارات جنيه استرليني). وبيّن وزير التجارة البريطاني، أن اهتمام قطاع الأعمال في بلاده بالسوق السعودية، اتضح بشكل جلي من خلال عدد الوفود التجارية التي زارت السعودية خلال العام الجاري, والتي بلغ عددها 50 وفدا، معتبرا في الوقت نفسه أن هناك فرصا استثمارية مجزية يمكن للشركات السعودية الاستفادة منها في بريطانيا، فضلا عن وجود قطاعات واعدة يمكن لقطاع الأعمال في البلدين التعاون فيها، ومنها: قطاعات التعليم، الصحة، تقنية المعلومات، والهندسة المتقدمة، وغيرها من المجالات الإبداعية. وقلل المسؤول البريطاني, في مؤتمر صحفي عقده الإثنين 7/12/2009 في الرياض عقب تدشينه برنامج (سوفت لاندينج) الخاص بمساعدة الشركات البريطانية على إيجاد موطئ قدم لها في السعودية؛ من تأثير أزمة ديون مجموعة دبي العالمية في تهاوي الثقة بالاقتصاد العالمي، إلا أنه اعتبر أن المشكلة تبقى مسألة جادة لا يمكن إغفالها، وقال: "أنا متفائل بإيجاد حلول للمشكلة خلال الفترة المقبلة، خاصة أن النظام المالي العالمي عانى خلال 18 شهرا الماضية الأزمة المالية العالمية، وتعلم كثيرا من الدروس", وأضاف أن حركة التجارة العالمية بدأت تعود إلى مجراها الطبيعي، وأن المتداولين بدأوا يستعيدون ثقتهم بالاقتصاد العالمي بعد اندلاع الأزمة المالية العالمية، مشيرا إلى أن بلاده تمكّنت من تثبيت النظام البنكي، وهو ما عكس قوة الاقتصاد البريطاني في التعامل مع تداعيات الأزمة العالمية, معتبرا أن البطالة ستكون الحدث الأبرز الذي يتوجب على دول العالم التصدي له خلال المرحلة المقبلة، داعيا إلى الاستفادة من بعض العوامل الإيجابية التي أفرزتها الأزمة العالمية، خاصة في انخفاض معدلات الفائدة على القروض. يُذكر أن ديفيز يرافقه في زيارته إلى السعودية التي شملت كلا من جدةوالرياض، وفد من رجال الأعمال, الذين يمثلون أكثر من 28 شركة بريطانية، من أبرزها: مجموعة (إتش إس بي سي) المصرفية، مؤسسة (ستاندرد شارترد المالية)، مجموعة (موت ماكدونالد)، وشركة (جاسبر كابيتال)، وغيرها.