شهدت شوارع الرياض صباح الجمعة 27/11/2009 الموافق عيد الأضحى المبارك هدوءاً نسبياً في الساعات الأولى من الصباح، حيث انشغل أهلها بذبح الأضاحي وصلاة الجمعة، وبدأت الحياة تدب في شوارع الرياض في المساء، نظراً لاعتدال الطقس الذي شجع المواطنين والمقيمين على الخروج، ورغم اعتدال الطقس إلا أن المركز التجارية (المولات) كانت الأكثر استئثاراً بالمرتادين، بينما لم تشهد الحدائق المفتوحة نفس الإقبال. فقد فرضت طبيعة المكان نفسها، وجعلت الناس يعتادون ارتياد الأماكن المنغلقة، فالرياض مدينة بلا مياه، وبالتالي بلا (كورنيش)، يتقلب الطقس فيها بين ساعة وأخرى. وبينما تمتلئ المركز التجارية بمرتاديها، ظلت منطقة قصر الحكم، والمعيقلية، مفتوحة للجمهور الذي لم يكن بنفس كثافة (المولات التجارية). يقول مدرس بإحدى المدارس الأهلية ناصر عمرو (مصري الجنسية): "اعتدت الذهاب مع أولادي إلى المركز التجارية، حيث يوج بها مدن الألعاب (الملاهي)، وفي العيد يقدمون عروضاً وتخفيضات، ونلتقي كعائلات مع الأصدقاء هناك، نتابع أولادنا وهم يلعبون، ونحتفل بالعيد سوياً". أما مدير المشتريات بإحدى شركات العطور محمد كمال (مصري الجنسية) فيقول: "(الكافيهات) هي السبيل الوحيد للأفراد الذين يعيشون بدون عائلاتهم في الرياض، فالعائلة هي بطاقة إثبات الهوية التي تمكن من الدخول إلى المركز التجارية، ولأنني أعيش بمفردي بدون عائلتي، فإنني ألتقي مع الأصدقاء في (الكافيه) في المناسبات والأعياد، ولنا لقاء أسبوعي، نتبادل فيه الحديث عن كل ما مر بنا خلال الأسبوع". وانشغل الأطفال في المنازل والاستراحات بلعبتهم الشهيرة، (بلاي ستيشن)، يقول يزيد الغامدي: "بدأ أولادي اللعب ب (البلاي ستيشن) منذ ليلة العيد، ولم يتوقفوا حتى اليوم الثاني"، ويضيف: "باءت كل محاولاتي لإيقافهم عن اللعب بالفشل، فاستسلمت لرغبتهم في النهاية". وتبقى الآثار السلبية للعادات المستوردة، تنعكس على مجتمعاتنا، فتؤثر في صلب العلاقات الاجتماعية، وتقدم أجيالاً أكثر عصبية وانفعالاً وانغلاقاً على أنفسهم. وتبقى مظاهر العيد في العاصمة تختلف عن مدن أخرى من المملكة.