لم يكن حدث البلاي ستيشن الذي نظمته أمانة الرياض ضمن فعاليات عيد الفطر المبارك، في خيمة تتوسط حي الملز، مجرد مسابقة تنطلق للسنة الخامسة على التوالي. لكنها مع إقبال المشاركين إلى العدد 800، والتنافس المحموم، وسط أجواء شبابية 100 %، عكست الكثير من المظاهر الاحتفالية التي غيرت أجواء العيد على الشباب، ليصبح الأمر تظاهرة شبابية، نجحت في استقطاب الجمهور من أحياء بعيدة في الرياض، ومن مدن بعيدة مثل جدة والدمام. ومع بداية عيد الفطر المبارك، انطلقت المسابقة، بتشجيع مميز، ليرتقي الفائزون، ويخرج الخاسرون بأريحية، وتصميم على العودة السنة المقبلة، وقد نالوا أقساطا وافية من التدريبات التي تؤهلهم للفوز بالجوائز أو لقب الأفضل. بلا تعصب وبعيدا عن التعصب الرياضي والخلافات مع الحكام انتهت أمس الأول مسابقات البلاي ستيشن لكرة القدم التي أقيمت للمرة الخامسة على التوالي بإشراف وتنظيم من أمانة منطقة الرياض، في خيمة كبيرة وضعت في وسط الرياض مع نقل المباراة في الخارج عبر شاشات عملاقة. استلهمت المحفزات التي وضعت العديد من الشباب السعودي، وتوافد شباب من هواة البلاي ستيشن لكرة القدم من جميع الأعمار من عدد من المدن والمحافظات السعودية. فمن حائل حضر الشباب محمد الشمري ليشارك في المسابقات: «سمعت من بعض الأقارب في الرياض عن وجود خيمة كبيرة، مختصة بألعاب البلاي ستيشن، تحمل العديد من محترفي كرة القدم، وتولدت في داخلي الرغبة في المشاركة وفضلت قضاء العيد مع أقاربي في الرياض، وحضرت خصيصا من حائل، وسجلت في المسابقة، وكانت أجواء المسابقة أجمل من رائعة في لقاء المحترفين، والتعرف عليهم وتبادل الخبرات وتطوير المهارات التي تنعكس على الشباب السعودي بشكل إيجابي». حيلة للمشاركة عبدالله العواد مشارك آخر لم يتجاوز ال13 من عمره، حضر إلى الفعاليات مع أبناء عمومته: «اتفقت مع أقاربي بعد أن أقنعتهم بالمشاركة والجوائز التي وضعت للفائزين، واضطررت لتلك الحيلة حتى أضمن من ينقلني من حي العزيزية جنوبالرياض إلى شارع الستين في حي الملز، حيث موقع خيمة الفعاليات، لكن أقاربي الذين حضروا على مضض، تشجعوا بالحرص على التواجد يوميا في ظل ما لمسوه من أجواء حماسية من قبل الجماهير، التي جاءت لتشجيع الفرق المشاركة، حيث تواصل حضورنا من 15 رمضان للتدريب مع المشاركين، ثم نواصل التدريب عقب العودة للمنازل، حيث تبدأ عمليات التدريبات المكثفة وتحسين مستوياتنا، والتعرف على وسائل القوة في الفرق والأندية». وبين أن اثنين من مجموعته تأهلا لفئة الشباب: «كما حصلت على المركز الرابع في بطولة فئة ال15، وحصلت على جائزة جهاز البلاي ستيشن، ووصلت إلى ما أطمح إليه، وسوف أشارك في الأعوام القادمة، للفوز بمراكز متقدمة على أن يكون شعاري مستقبلا مفاده الثقة بالنفس». تنافس شديد وغمرت السعادة الفائز الأول طلال الخليوي، 15 عاما، لفوزه بلقب أفضل لاعب بلاي ستيشن في فئة الأطفال، معتبرا أن التنافس الشديد جعله أكثر فخرا بهذا الفوز، وتلك الجائزة: «خضت صراعات حماسية عديدة مع أقراني، ولله الحمد عملت جاهدا على تحقيق اللقب، حيث استعددت للمسابقة جيدا، بالتمارين المكثفة في المنزل، وحقيقة إنني توقعت الفوز باللقب، لما وجدته من ثقة بنفسي، خاصة أنني لم يسبق لي الخسارة في اللعبة مطلقا، لذا دخلت المنافسة بنفس الوتيرة، لذا تميزت طريقتي بالسهل الممتنع، حيث تحتاج إلى القليل من الذكاء والتصرف بسرعة في اتخاذ القرار، وحرصت على الحضور بشكل يومي في أيام التمرين، وسجلت جميع البيانات والمطلوبة، وأجريت تمارين مختلفة مع اللاعبين المشاركين والمباريات الودية حتى تأهلت بفضل الله إلى المباراة النهائية، وفزت». طريقة اللعب وبين طلال الخليوي أنه: «لعبت في المباراة النهائية مع الزميل المتسابق عوض العريض بفريق برشلونة الذي يعتمد فيه دائما في الصعوبات، فيما قال لعبت بخطة 3 3 4 ، وركزت في المباراة على ضبط النفس والثقة بتحقيقي الفوز على المنافس الآخر، واعتمدت على الجهة اليمنى، حيث تتمركز فيها القوة مع المهاجم ميسي، وبعد تسجيل الهدف الأول في الدقيقة الرابعة من المباراة، أهدرت الوقت على الفريق الآخر، حتى أكسب الدقائق المتبقية، وعمدت الكرات القصيرة كما هي طريقتي دائما في المباريات، إلا أن خصمي باغتني بهدف، دفعني إلى إعادة ترتيب أوراقي حتى تمكنت من تسجيل هدف الفوز في الدقائق الأخيرة، والذي مكنني من الفوز بلقب أفضل لاعب من فئة الأطفال وتسلمت جهاز بلاي ستيشن ودراجة نارية». احتفال وأهازيج ومع إعلان الفائز بالمسابقة، وباللقب ضجت الخيمة احتفالا بالفائز، على الطريقة الشبابية التي تميزت بترديد الأهازيج، فيما سلم رئيس الخدمات العامة المهندس بدر البدوي، الدراجة النارية والتليفزيون للخليوي مع تتويجه بطلا للرياض. وتلقى الخليوي اتصالا من المهنئين، كان والده أولهم، الذي حرص على تشجيعه بنقل التبريكات له: «تميزي في اللعبة جاء بعد تميزي على أقراني في المدرسة، حيث صنفت الأول دائما، وأحمد الله أنني من المتفوقين دراسيا، وأعتقد أن الشاب يملك القوة التي تجعله يستطيع أن يجمع العديد من الهوايات والمهارات في آن واحد». بطل الشباب وحصل على لقب بطل الرياض لفئة الشباب المشارك فهد العتيبي، الذي حالفه الحظ في هذه البطولة: «بحمد الله شاركت في العام الماضي، وحصلت على المركز الثالث، وحرصت هذه السنة على تكثيف التدريب للفوز بالمركز الأول». وشدد على أن هوايته المفضلة هي لعبة البلاي ستيشن لكرة القدم مع زملائه في بقية الأيام: «كل يوم نجتمع فيه ونلعب بشكل قوي في تحقيق المركز الأول، في جلسة الشباب، وننتقل مع مجلس إلى آخر، ويرشح العديد من الأشخاص للعب مع الأفضل، ومع الوقت يبدأ اللاعب في احتراف اللعبة، ومثل هذه الفعاليات تحقق الكثير من التنفيس على الشباب السعودي، في اكتشاف المواهب وتنظيم الهوايات المحببة للشباب بشكل رسمي، وتعارف على لاعبين جدد ما يشكل العديد من الفوائد الاجتماعية». تفاعل الشباب شهدت خيمة البلاي ستيشن حضورا مميزا، لكن اللافت للنظر أن الزوار لم يقتصروا على أهالي الرياض، بل امتد الأمر للقادمين من الخارج. الطفل خالد رشاد مدني، 13 عاما، على سبيل المثال أجبر أسرته التي تقيم في جدة على قضاء العيد في الرياض، للاستمتاع بفعاليات البلاي ستيشن، والتي لا تتوافر في مناسبات أخرى، وتقتصر على عيد الرياض، وذك حسب تأكيدات والده: «اضطررنا للأمر الواقع، والانصياع لرغبة خالد، والحضور للرياض للمرة الأولى في هذا العيد، وبالفعل وجدنا فعاليات مختلفة ومميزة، في العديد من المواقع، واستغللنا ذلك في صلة الأرحام والتجول في مدينة الرياض، التي أمتعتنا بالفعاليات العائلية، وأتمنى أن تفعل فكرة مسابقات البلاي ستيشن إلى جدة حتى يختصروا المشوار للكثيرين في المدن البعيدة، الذي ربما نقع فيه مرة أخرى، ونعتزم في الأعوام المقبلة، بإذن الله، التنقل بين المواقع في الأعياد القادمة، للتعرف على المعالم المختلفة». شروط اللعبة وذكر المشرف على التنظيم معتز الحاج أن المسابقات لها العديد من الشروط، تبدأ من التواجد في الأماكن المخصصة للمشاركين، والالتزام بالتعاليم والأنظمة من الهدوء والأدب، وأوقات اللعب التي لا تتعدى عشر دقائق، ونظام اللعبة ينص على خروج الخاسر مباشرة: «فتحت الخيمة منذ 15 رمضان لتسجيل المشاركين وتنفيذ التمارين من الراغبين في مباريات ودية، وانقسمت الفئات إلى فئة أولى وثانية من حيث العمر، والمسابقة في حيزها النوعي انطلقت قبل خمسة أعوام، وشهدت في هذا العام توافدا كبيرا من محبي اللعبة من عدة مناطق في السعودية، حيث كان الحضور في العام الماضي 350 مشاركا، وارتفع في هذا العيد لتسجيل 800 مشارك من مختلف الأعمار، إضافة إلى حضور كبير من الجمهور، ونتوقع أن تشكل الأعوام القادمة المزيد من الانتشار، في ظل شعبيتها المتميزة» .