قالت صحيفة التلجراف البريطانية الاربعاء 25/11/2009 إن مادة القات المخدرة هي بالنسبة لليمنيين جزء من الحياة تماما كالمشروبات الكحولية بعد العشاء للغربيين. وأضافت أن الأشجار التي تنتج أفضل أنواع القات تقع في منطقة الحرب الدائرة الآن ضد المتمردين الحوثيين، مشيرة إلى أن أفضل الأنواع منه تسمى شامي لم تعد متاحة على الإطلاق. وأوضحت أن تصاعد القتال من جانب القوات اليمنية منذ أغسطس الماضي على المناطق والجبال التي يقطنها المتمردون الشيعة كان يعني أن المزارعين لم يعودوا قادرين على نقل منتجهم إلى السوق في صنعاء. ونوهت إلى أن القات المسمى شامي هو واحد من أصناف القات التي تزرع عضويا بهدف إرضاء النخبة المرفهة في أحد أكثر بلدان العالم فقرا. وأوضحت الصحيفة أن القات بالنسبة لرجال اليمن فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية ومناقشة القضايا الخلافية، لكن حتى النساء وعدد كبير من المراهقات انغمسن في هذه العادة. وأشارت إلى أن مبيعات القات في اليمن تصل إلى 800 مليون دولار سنويا، وهو رقم ضخم للغاية في بلد مصنف من قبل الأممالمتحدة في الترتيب 138 في التنمية البشرية، ونصيب الفرد فيه من إجمالي الناتج المحلي أقل من 1000 دولار سنويا، موضحة أن مضغ القات أحد أكبر بنود الإنفاق في الأسرة. واشارت إلى أن دراسة للأكاديمي اليمني فتحي سكاف توضح أن 85 في المئة من آبار البلاد تستخدم في زراعة القات. وقدرت الدراسة نفسها أن 20 مليون ساعة عمل تضيع يوميا عندما يتراك الموظفون أعمالهم في وقت مبكر لمضغ القات يوميا بعد الظهر.