أكد المشرف على كرسي أبحاث الصدفية بجامعة الملك سعود بالرياض واستشاري طب الأمراض الجلدية الدكتور سامي السويدان، أن استخدام بول الإبل في علاج مرض الصدفية مازال يحتاج إلى مزيد من البحث الإكلينيكي والتطبيق على عدد كبير من المرضى ومعرفة المادة الفاعلة، على وجه التحديد، واستخدامها على شكل مركبات ومنتجات طبية تتم إجازتها من الجهات العلمية المعتمدة للتأكد من سلامة وأمان هذه المركبات قبل تعميم الاستخدام البشري لها، غير أن الدكتور السويدان أشار إلى أن هناك دراسات محلية أجريت في المعامل لمعرفة مكونات بول الإبل ومحاولة استخلاص المواد الفاعلة فيه، وتم استخدامه على عدد محدود من مرضى الصدفية ووصفت نتائجه بالإيجابية إلا أنه لم يثبت حتى اللحظة أنه علاج. وكان كرسي أبحاث الصدفية ممثلا بمجموعة دعم مرضى الصدفية السعودية قد نظم الأربعاء 11/11/2009 اللقاء السنوي الثقافي الثاني لمرضى الصدفية والذي أقيم في حديقة غار المعذر بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض وحضره نحو 300 مريض ومريضة صدفية.
وبيّن الدكتور السويدان في محاضرة له خلال اللقاء، أن مرض الصدفية ليس مرضا معديا، وبالتالي يجب على المريض ألا يشعر بالحرج عند مصافحة الناس، وأن يعرف جيداً أن ما لديه هو تجمع قشري فقط وليس مصدر خطر على الآخرين.
وانتقد المشرف على كرسي أبحاث الصدفية مَن يصف مرضى الصدفية بأنهم لا يهتمون بمظهرهم وأن المريض غير نظيف، وقال في هذا الإطار: "طبيعة المرض عبارة عن تراكمات قشرية وتراكمات جلدية وعند ظهورها في منطقة ألراس أو منطقة الأطراف لا يعني أن الشخص لا يعتني بنظافته الشخصية، ولذا يجب أن يكون لدى المرضى ثقة بأنفسهم وألا يكون مثل هذا المظهر مدعاة لعدم التميز في عملهم أو علاقاتهم الشخصية، وبالتالي حياتهم اليومية. من جهته، أكد نائب المشرف على كرسي أبحاث الصدفية ورئيس مجموعة دعم مرضى الصدفية الدكتور عبد المجيد العجلان، أن مرض الصدفية ظهر منذ أكثر 100 عام ولا يختص بفئة من المجتمع، بل يصيب جميع المجتمعات باختلاف مناطقهم، مشيراً إلى أنه لا يعرف حتى الآن المسبّب الرئيس للمرض وهو مرض لا ينقطع نهائيا، بل قد يختفي فترة ثم يعود بسبب أن العلاجات الحالية لا تعالجه بشكل قاطع، بل إنها تخفي أعراضه الخارجية.
وأكد الدكتور العجلان أن أغلبية مرضى الصدفية لا يؤثر المرض في صحتهم العامة، بل تبقى مرضاً جلدياً على شكل الإنسان ومظهرة الخارجي، موضحاً أن المرض قد يؤثر في بعض الحالات في مفاصل الإنسان وهناك 30 % من المرضى في بعض الدول يُصابون بمرض يطلق عليه "روماتيزم الصدفية" وهو مرض شديد يحدث تهتكا بالمفصل ويعوق الإنسان عن الحركة، في حين أن هذه النسبة من المرضى في المملكة أقل بكثير من النسب العالمية، ويرجع السبب في ذلك إلى وجود عوامل جينية مهيئة لذلك.
ونصح الدكتور العجلان مرضى الصدفية بالابتعاد عن العوامل التي قد تؤدي إلى اعتلال في القلب، مثل تجنب التدخين وعدم زيادة الوزن وممارسة الرياضة، مؤكدا أن الضغوط النفسية قد تثير الصدفية عند بعض المرضى وكذلك بعض الأدوية.
من جانبه، دعا فضيلة الشيخ الدكتور محمد العريفي في كلمة له وجهها للمرضى، إلى النظر للجانب المشرق والمضيء في حياتهم، وأن يحمد المريض الله، بل ربما هذا المرض يكفر الله تعالى به كثيرا من الخطايا.
وأوضح الشيخ العريفي أن وقوف الأصحاء مع المريض يدل على الأخوة الإسلامية في هذا الدين، وأن الله تعالى أمر المؤمن أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. الجدير بالذكر أن الشيخ العريفي وافق على الانضمام إلى مجموعة دعم مرضى الصدفية السعودية وحضور اللقاءات الثقافية لها مستقبلاً.