سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصحف البريطانية قالت إن التدخل كان مبكرا .. و(الأمريكية) تؤكد أنه يعكس قلق المملكة من امتداد عدم الاستقرار إلى أراضيها قالت إنه التوغل السعودي الأول إلى خارج الحدود منذ حرب الخليج
سيطرت الأنباء المتواترة عن الغارات الجوية التي تقودها قواتنا الباسلة على معاقل المتمردين الحوثيين، على اهتمام معظم الصحف البريطانية والأمريكية التي قدمت للحادث بالعرض والتحليل. فتحت عنوان "سلاح الجو السعودي يضرب المتمردين اليمنيين"، نقلت (الفايننشيال تايمز) البريطانية عن مستشار للحكومة السعودية قوله، إن السعودية شنت غارات جوية على المتمردين في شمال اليمن انتقاما للهجوم على قوات الأمن. وأشارت إلى أن التناقض كان السمة الرئيسة في تصريحات الأطراف المختلفة في بداية هذه الغارات، وقالت إنه في الوقت الذي لم يكن هناك تأكيد رسمي من جانب صنعاء، فإن وكالة رويترز نقلت عن مسئول بوزارة الدفاع في العاصمة اليمنية، إنكار أن تكون هناك ضربات جوية. وفي الوقت نفسه فإن قناة الجزيرة الفضائية العربية نقلت عن المتمردين قولهم إن الطيران السعودي هاجم 6 مواقع في اليمن. ونقلت الصحيفة عن جوست هلترمان محلل الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية the International Crisis Group، قوله "السعوديون قلقون جدا إزاء ما يجري حقا على حدودهم في منطقة من الواضح أنها لا تخضع للسيطرة من قبل الدولة اليمنية، وسوف يستمرون في التدخل لاحتواء الصراع، وربما وضع حد له.. ". ونقلت (التلغراف) عن مسئولين سعوديين في الرياض قولهم إن سلاح الجو ضرب المتمردين اليمنيين وقتل 40 متمردا منهم ردا على تسللهم إلى منطقة حدودية داخل المملكة ومقتل جندي سعودي واحد يوم الأربعاء. واستشهدت على قوة الرد السعودي بقول مسئول سعودي: "بعدما حدث يوم الأربعاء، من الواضح أنهم ضلوا أي الحوثيين المسار الواقعي، وأن الأمر وصل إلى نقطة لم يعد يصلح معها طريق آخر، ويجب الانتهاء منهم". واعتبرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن تعبئة القوات السعودية حدث نادر في الدولة، التي تتباهى بأن لديها إحدى أكثر القوات العسكرية تقنية والأكبر في المنطقة. واعتبرت أن السعوديين ينظرون إلى التمرد الحوثي على اعتبار أنه أكثر من كونه تمردا داخل دولة، لكنه يعطل مجهودات الرئيس اليمني في مكافحة الجماعات الجهادية التي تتخذ من اليمن ملاذا لها. واستعانت (الغارديان) البريطانية وصحف: (واشنطن بوست) و(واشنطن تايمز) و(نيويورك تايمز) بتقرير (الأسوشيتد برس) عن الحادث. قال تقرير وكالة الأنباء الأمريكية إن السعوديين أصحاب أكثر الأسلحة الجوية تطورا يزيد قلقهم من أن التطرف وعدم الاستقرار في اليمن يمكن أن يمتدا إلى بلادهم، ومن ثم جاء الهجوم بعد يومين من مقتل جندي سعودي الذي تنسب المسئولية فيه إلى المتمردين الحوثيين. وأشارت الوكالة إلى أنه على الرغم من نفي اليمن القيام بأي عمل عسكري من جانب السعودية داخل حدودها، فإنه من المستبعد جدا أن تتصرف المملكة دون موافقة يمنية ضمنية، لأن الرئيس علي عبد الله الصالح حليف رئيس للرياض. ونقلت الوكالة الأمريكية عن مسئول في الحكومة الأمريكية قوله إن اليمنيين لم يكونوا متورطين عسكريا في القتال، موضحة أن المسئول طلب عدم نشر اسمه لأنه ليس مخولا بمناقشة هذه المسألة علنا. وأضافت أن الهجوم السعودي يثير مخاوف من حرب بالوكالة في الشرق الأوسط، مع الدعم الإيراني المفهوم لمتمردي اليمن. وتابعت بقولها "الحكومة المركزية الضعيفة في اليمن تقاتل على عدة جبهات بينها المتمردين في الشمال والحركة الانفصالية في الجنوب، لكن ما يقلق بدرجة أكثر هو التهديد الذي طال أمده من مسلحي القاعدة". وأضافت "يعد هذا التوغل السعودي هو الأول منذ حرب الخليج عام 1991 الذي تنشر فيه البلاد جيشها ربما إلى ما بعد حدودها".