في خطوة تهدف لمنع وصول إمدادات خارجية للمتمردين الحوثيين، فرضت السعودية حصارا بحريا على ساحل البحر الأحمر شمالي اليمن، وذلك بالتزامن مع تأكيد الرياض أنها لن توقف القصف الجوي لمواقع الحوثيين إلا بعد ابتعادهم عشرات الكيلومترات عن الحدود، بينما أعلن الحوثيون سيطرتهم على مزيد من الأراضي قرب حدود المملكة. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الأربعاء 11-10-2009 عن مستشار حكومي سعودي، رفض الكشف عن هويته، أن: "السفن الحربية السعودية تلقت الأوامر من أجل تفتيش أي سفينة مشتبه فيها تبحر قبالة السواحل اليمنية الشمالية الغربية بحثا عن مقاتلين وأسلحة". ويعدُ الحصار البحري الذي فرضته السعودية الثلاثاء آخر حلقة في الحملة العسكرية التي تشنها السعودية ضد الحوثيين؛ ردا على قيامهم الأسبوع الماضي بشن هجوم داخل منطقة جبل دخان الحدودية أسفر عن مقتل ضابط سعودي و11 آخرين. وكانت السعودية أعلنت الأحد الماضي أنها استعادت السيطرة على منطقة جبل دخان التي سيطر عليها الأسبوع الماضي الحوثيون بعد أن شنت المملكة غارات جوية على الحوثيين في شمال اليمن، ويبرر الحوثيون سيطرتهم على المنطقة بأنها يمنية وليست سعودية، في حين تؤكد السعودية أنها تتبع أراضيها. واتهم الحوثيون في الأسابيع القليلة الماضية السعودية بالسماح للقوات اليمنية باستخدام أراضيها لشن هجمات ضدهم وهددوا بالرد. وقف مشروط وفي إطار متصل قال مساعد وزير الدفاع والطيران السعودي الأمير خالد بن سلطان: إن "المملكة لن توقف ضرباتها الجوية ضد المتمردين الحوثيين قبل تراجعهم عشرات الكيلومترات داخل حدود اليمن". وأكد الأمير خالد أن المملكة أمنت حدودها بشكل كامل ضد توغل المتمردين، بحسب رويترز. وجاءت تصريحات خالد بعد إعلان الحوثيين سيطرتهم الكاملة ليل الثلاثاء10-11-2009 على مديرية قطابر التي تقع في محافظة صعدة الجبلية في شمال اليمن؛ حيث تجري معظم المعارك الأخيرة على حدود السعودية. وقال الحوثيون في موقعهم على الإنترنت: إن مقاتلات سعودية واصلت تمشيط القرى اليمنية يوم الثلاثاء وإنها قتلت امرأتين وأصابت طفلا. ويتزايد قلق السعودية من عدم استقرار اليمن الذي يواجه تمرد الحوثيين في الشمال ونزعة انفصالية في الجنوب وتهديدا متناميا من مقاتلي تنظيم القاعدة الذين نشطوا من جديد. وتمتد الحدود بين اليمن والسعودية مسافة 1500 كم، وتمثل مبعث قلق أمني بالنسبة للسعودية التي تبني سياجا حدوديا تستخدم فيه التكنولوجيا المتقدمة لمنع التسلل. وينظر مراقبون للمواجهات الدائرة بين السعودية والحوثيين على أنها حرب بالوكالة في الشرق الأوسط بين إيران ذات الغالبية الشيعية والسعودية الدولة السنية، والحليف الرئيسي لواشنطن. وتتهم اليمن أطرافا داخل إيران بإرسال أسلحة وأموال إلى الحوثيين، وتنفي إيران ذلك، بل وحذرت من التدخل الخارجي في هذا البلد الفقير. وحمل المتمردون الحوثيون السلاح للمرة الأولى ضد حكومة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عام 2004 ردا على ما يقولون إنها سياسة حكومية لتهميشهم سياسيا واقتصاديا ودينيا، واشتد الصراع في أغسطس الماضي عندما بدأ الجيش اليمني عملية الأرض المحروقة. وتقول جماعات الإغاثة التي لم يسمح لها سوى بوصول محدود للمحافظات الشمالية إن ما يصل إلى 150 ألفا فروا من منازلهم منذ عام 2004. دعم خليجي وسوري وعلى الصعيد الإقليمي أعربت سوريا الحليف المقرب من إيران وأعضاء مجلس التعاون الخليجي عن دعمهم للسعودية في مواجهاتها ضد الحوثيين. فقد نقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية عن مسئول حكومي تصريحات جاء فيها: "إن سوريا تدعم الحق المشروع للمملكة للدفاع عن سيادتها ووحدة ترابها". وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أثناء اجتماع وزاري للمجلس عقد في الدوحة: "إن المجلس مستعد دائما للوقوف إلى جانب السعودية في وجه المخاطر والاعتداءات".